للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-: راود رجل امرأة في فلاة ليلًا، فأَبَتْ، فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب. قالت: فأين مكوكبها؟! (١).

أي: أين الله؟! ألا يرانا؟!

فمنعها هذا العلم من اقتراف الذنب والوقوع في الخطيئة.

وكذلك جاء في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار: قال -صلى الله عليه وسلم- «فَبَيْنَمَا هُمْ فِيهِ إِذْ وَقَعَ حَجَرٌ مِنَ الْجَبَلِ مِمَّا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ -جل وعلا-» (٢)، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذا العمل إلا أن تسألوا الله -جل وعلا- بصالح أعمالكم. فاستحضارهم:

• أن الله مطلع عليهم،

• وأن الله -جل وعلا- لن يخذلهم

• وأن الله لطيف بعباده،

• وأنه سبحانه رؤوف رحيم

هو الذي جعلهم يستحضرون أعمالهم الصالحة؛ ليتوسلوا بها إلى ربهم -جل وعلا-.

وفي نبأ هؤلاء الثلاثة: أن أحدهم ذكر أنه راود ابنة عم له على الزنا بها على أن يعطيها مائة دينار أو مائة وعشرين، وأنها ألمَّت بها سنة من السنين ثم إنها وافقت، فلما جلس منها مجلسَ الرجل من امرأته، قالت: له: «اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ» (٣). فتذكرَ عظمة الله -جل وعلا- وتذكرَ اطلاع الله -جل وعلا- عليه، فمنعه ذلك من الوقوع فيما حرَّم الله -جل وعلا-.


(١) كلمة الإخلاص وتحقيق معناها (٤٩).
(٢) هذه الرواية رواها الطبراني في المعجم الكبير من جـ ٢١ (٢١/ ١٢٩/ ط سعد الحميد) من حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- وهو في كتاب الدعاء أيضا للطبراني (١٨٩) وقال الهيثمي في المجمع: رجاله رجال الصحيح. وصححه شيخنا الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (١١٥٢).
(٣) انظر القصة في صحيح البخاري (٢٢١٥)، ومسلم (٢٧٤٣) عن ابن عمر -رضي الله عنهما-. وفي مسند أحمد (١٢٤٥٤) عن أنس -رضي الله عنه- وفي مسند البزار (٩٤٩٨، ٩٥٥٦) وصحيح ابن حبان (٩٧١) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- وفي الدعاء للطبراني (١٩٥) ومستخرج أبي عوانة (٥٥٨٧) عن عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه-، وفي مسند البزار (١٨٦٧)، وكتاب الدعاء للطبراني (١٨٧) عن علي -رضي الله عنه-، وفي كتاب الدعاء (٢٠١) والمعجم الأوسط (٦٦٧١) عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-. وفي كتاب الدعاء (١٩٦) عن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنهما-.

<<  <  ج: ص:  >  >>