للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جُنْدُبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: «هُمْ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ» (١).

وروي هذا القول موقوفا على سلمان الفارسي -رضي الله عنه- بسند ضعيف (٢).

٣ - وقيل هم في الجنة مع أولاد المؤمنين: وبِهذا جزم البخاري وابن حزم، واختاره جماعة منهم النووي وأبو عبد الله القرطبي وطائفة من المفسرين وغيرهم (٣).

ومن أدلتهم حديث عَوْفٍ، قال حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا» قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ: «إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي انْطَلِقْ، … فذكر الحديث وفيه: «فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ، فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ، لَا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ … » [وفي رواية: «فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ»] فذكر


(١) رواه البزار في «مسنده» (٤٥١٦) والروياني في «المسند» (٨٣٧) وابن فيل في جزئه (١٠٠ و ١٠٣) والطبراني في «المعجم الكبير» (٧/ ٢٤٤/ ٦٩٩٣) و «الأوسط» (٢٠٤٥) وعباد بن منصور ضعفه عامة النقاد، ثم هو مدلس وقد عنعن. انظر: تحرير تقريب التهذيب (٢/ ١٨٠) والحديث رواه جماعة من الثقات منهم جرير بن حازم، وعوف بن أبي جميلة عن أبي رجاء به بغير هذا السياق كما في الصحيحين وغيرهما وسيأتي.
(٢) رواه معمر بن راشد في «الجامع» (١١/ ١١٧): عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ سَلْمَانَ، قَالَ: «أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ خَدَمٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ» ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ: «مَا يُعْجَبُونَ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ وَأَكْرِمْ بِهِمْ» والحسن لم يسمع من سلمان. وخولف فيه معمر، فقد رواه لوين في «جزئه» (٣٣) والمروزي -كما في «أحكام أهل الذمة - ط عطاءات العلم» (٢/ ٢٥٠) -، والبيهقي في «القضاء والقدر» (٦٣٠) من طريق أَبي عَوَانَةَ -[وتابعه شُعبةُ وسعيدُ بن أبي عَرُوبةَ كما في «التمهيد - ابن عبد البر» (١١/ ٣٧٩ ت بشار)، والخليل بن مرة وهمام بن يحيى كما في تفسير يحيى بن سلام (٢/ ٦٥٧)]- كلهم عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مُرَايَةَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: «هُمْ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ». وقال يحيى بن سلام: قَالَ الْخَلِيلُ: قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلْحَسَنِ قَالَ: «وَمَا تُنْكِرُونَ؟ قَوْمٌ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ وَأَكْرَمَ بِهِمْ، يَعْنِي: أَهْلَ الْجَنَّةِ» وقال البيهقي: الْخَبَرُ مَوْقُوفٌ، وَأَبُو مُرَايَةَ فِيهِ نَظَرٌ ا. هـ قلت: وأبو مراية اسمه عبد الله بن عمرو العجلي البصري تابعي روى عنه اثنان، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الآجري عن أبي داود [الجامع في الجرح والتعديل» (٣/ ٤٠٦)]: «أبو مُراية لم يَرَ سلمان قط» ا. هـ
(٣) انظر: «أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين دراسة وترجيح» (ص ٥١٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>