للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَضْوَأَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-» (١).

[١٢] وَعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ (٢) عِنْدَنَا، فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْلِتِ الْعَرَقَ فِيهَا، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: «أَمَّ سُلَيْمٍ، مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟!» قَالَتْ: هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا، وَهُوَ أَطْيَبُ مِنَ الطِّيبِ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ (٣).

[١٣] وَرَوَى الدَّارِمِيُّ عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَا يَسَلُكُ طَرِيقًا فَيَتْبَعُهُ أَحَدٌ، إِلَّا عُرِفَ أَنَّهُ قَدْ سَلَكَهُ مِنْ طِيبِ عَرَقِهِ» (٤).


(١) تفرد به الدارمي (٦٠) رواه عن مسعر، عن عبد الملك بن عمير، قال: قال ابن عمر -رضي الله عنهما- فذكره. ورجاله ثقات، لكن عبد الملك مدلس ولم يصرح بالسماع. والحديث رواه أيضا ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (١٧٠، ٣٩٦) وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي (٨٦) وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (٧/ ٢٤٤)
(٢) من القيلولة وهو النوم.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ مسلم (٢٣٣١) من طريق ثابت، عن أنس. ورواه البخاري (٦٢٨١) من طريق ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن جده أنس -رضي الله عنه-: «أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ كَانَتْ تَبْسُطُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- نِطَعًا، فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى ذَلِكَ النِّطَعِ» قَالَ: «فَإِذَا نَامَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَخَذَتْ مِنْ عَرَقِهِ وَشَعَرِهِ، فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ، ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ» قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الوَفَاةُ، أَوْصَى إِلَيَّ أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ، قَالَ: فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ. ورواه مسلم (٢٣٣١) من طريق إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عمه أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا، وَلَيْسَتْ فِيهِ، قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهَا، فَأُتِيَتْ فَقِيلَ لَهَا: هَذَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- نَامَ فِي بَيْتِكِ، عَلَى فِرَاشِكِ، قَالَ فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ، وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ، عَلَى الْفِرَاشِ، فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا، فَفَزِعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: «مَا تَصْنَعِينَ؟ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ» فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «أَصَبْتِ»
(٤) تفرد به الدارمي (٦٧) من طريق إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي أنبأنا المغيرة بن عطية، عن أبي الزبير، عن جابر به. وهذا إسناد ضعيف، أبو الزبير مدلس وقد عنعنه. والمغيرة بن عطية وتلميذه مجهولان، والحديث ضعف إسناده الألباني كما في السلسلة الصحيحة (٥/ ١٦٩) تحت حديث رقم (٢١٣٧)، لكنه أورد له شاهدا من حديث أنس رواه أبو يعلى الموصلي (٣١٢٥) -واللفظ له، ومن طريقه: تلميذه أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي (٢٢٥) وتلميذ أبي الشيخ: أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة (٣٦٢) -؛ والبزار - كما في كشف الأستار عن زوائد البزار للهيثمي (٣/ ١٦١) -، والطبراني في المعجم الأوسط (٢٧٥١) من حديث عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا مَرَّ فِي الطَّرِيقِ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وُجِدَ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ، قَالُوا: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي هَذَا الطَّرِيقِ الْيَوْمَ. وفي إسناده عمر بن سعيد وهو ابن الأبح، منكر الحديث عن سعيد بن أبي عروبة، قاله البخاري. وأخرج حديثه هذا ابن عدي في الكامل (٦/ ٩٨) وقال البزار: وَرَوَاهُ أَيْضًا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُعْرَفُ بِرَائِحَةِ الطِّيبِ ا. هـ وهذا معلق. ووصله الضياء في المختارة (٧/ ١٢٩) بسند لا بأس به عن موسى بن هارون بن عبد الله بن مرون القزاز ثنا عبد الله بن محمد بن حجاج الصراف ثنا معاذ به. ورواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (٨/ ١٨٤) عن شيخه صالح بن أحمد بن يونس، حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج بن أبي عثمان الصواف، حدثنا معاذ بن هشام، به وصالح كذاب لا يفرح بروايته. ورواه ابن سعد في الطبقات (١/ ٣٩٨) والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٩٠٤) من طريق أَبي بِشْرٍ، صَاحِبِ الْبَصْرِيِّ الْمُزَلِّق، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: «كُنَّا نَعْرِفُ خُرُوجَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِرِيحِ الطِّيبِ» وأبو بشر لا يعرف، والرقاشي ضعيف. وبالجملة فحديث جابر مع حديث أنس من طريق الدستوائي حسن لغيره والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>