للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلْتُطِعْه. وأمرك أن تنتهي عن المنكرات فَانْتَهِ عن المنكرات.

ولهذا ذكر العلماء -رحمهم الله- أن الذين يعصون الله ويحتجون بالقدر على معصية الله أنهم لا يعذرون عند الله. وهذا السبيل الذي سلكوه هو سبيل المشركين وسبيل الكافرين، وسيأتي-إن شاء الله تعالى معنا في مجلس آخر- الحديثُ عن حكم الاحتجاج بالقضاء والقدر على المعاصي، وأن ذلك لا يجوز؛ لأن الله قد أمرك ونهاك، وأمرك بالعمل كما سنبين -إن شاء الله- وأنه لا تعارض بين الإيمان بالقضاء والقدر وبين العمل الذي أمرنا الله -عز وجل- أنه نأتيه ونعمله.

وقد تقدم معنا قول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: القدر بحر محيط لا ساحل له، ولا خروج عنه لأحد من العالمين، والشرع فيه سفينة النجاة، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها فهو من المُغْرَقين، … والإيمان به قُطْب رحا التوحيد ونظامه، ومبدأ الإيمان وتمامه، فهو أحد أركان الإيمان، وقاعدة أساس الإحسان، .. إلخ. ا. هـ (١)


(١) تقدم في أول المجلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>