للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأدباء-: «مَا خَابَ مَنِ اسْتَخَارَ، وَلَا نَدِمَ مَنِ اسْتَشَارَ» (١).

ويروى حديثا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكنه لا يصح (٢).

وكان شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول: ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وتثبَّت في أمره ا. هـ (٣)

ودعاء الاستخارة من الأدعية العظيمة المباركة، ونحتاج إلى تدبره وتأمله، يقول شمس الدين ابن القيم -رحمه الله-: فَعَوَّضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أُمَّتَهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ، عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ زَجْرِ الطَّيْرِ (٤) وَالِاسْتِقْسَامِ بِالْأَزْلَامِ (٥) … وَعَوَّضَهُمْ بِهَذَا الدُّعَاءِ الَّذِي هُوَ:

• تَوْحِيدٌ

• وَافْتِقَارٌ،

• وَعُبُودِيَّةٌ،

• وَتَوَكُّلٌ،

• وَسُؤَالٌ لِمَنْ بِيَدِهِ الْخَيْرُ كُلُّهُ

• الَّذِي لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا هُوَ، وَلَا يَصْرِفُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا هُوَ


(١) ينظر: «اللطائف والظرائف» للثعالبي (ص ١١٩) و «أدب الدنيا والدين» للماوردي (ص: ٣٠٠)
(٢) رواه الطبراني في «المعجم الأوسط» (٦/ ٣٦٥) رقم (٦٦٢٧) وفي المعجم الصغير (٩٨٠) من حديث أنس. وقال العلامة الألباني: موضوع، كما في السلسلة الضعيفة (٦١١).
(٣) «الكلم الطيب» (ص ٥٦)، وينظر: ««الوابل الصيب - ط عطاءات العلم» (١/ ٢٩٤)
(٤) قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: إِنَّ عِلْمَ الْعَرَبِ كَانَ فِي زَجْرِ الطَّيْرِ وَالْبَوَارِحِ، وَالْخَطِّ وَالاعْتِيَافِ، فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا غَدَا مِنْ مَنْزِلِهِ يُرِيدُ أَمْرًا، نَظَرَ أَوَّلَ طَائِرٍ يَرَاهُ، فَإِنْ سَنَحَ عَنْ يَسَارِهِ، فَاجْتَازَ عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: هَذَا طَيْرُ الأَيَامِنِ، فَمَضَى فِي حَاجَتِهِ، وَرَأَى أَنَّهُ مُسْتَنْجِحُهَا، وَإِنْ سَنَحَ عَنْ يَمِينَهَ، فَمَرَّ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: هَذَا طَيْرُ الأَشَائِمِ، فَرَجَعَ ا. هـ ينظر:: «آداب الشافعي ومناقبه» (ص ١١٢) لابن أبي حاتم.
(٥) الْأَزْلامِ: هي القداح. والاستقسام بها: أن يضرب بها ثم يعمل بما يخرج فيها من أمر أو نهي. وكانوا إذا أرادوا أن يقتسموا شيئا بينهم وأحبوا أن يعرفوا قسم كلّ امرئ تعرّفوا ذلك منها. فأخذ الاستقسام من القسم وهو النّصيب. كأنه طلب النّصيب. ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ت سعيد اللحام (ص ١٢٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>