وقال الوزير ابن هبيرة -رحمه الله-: علَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المستخير أحسن لفظ ينطق به في الاستخارة. وقوله:«أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ» فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلب الخيرة من الله، ثم علق ذلك بعلم الله، وأشار فيما أرى بهذا، إلى قوله: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٢١٦)} [البقرة] فلما كانت عواقب الأمور لا يعلمها العبد، قال:«أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ» أي ما تعلم أنت أنَّ عاقبته لي الخيرة مقدما علم الله سبحانه واختياره على حد مبلغ علم آدمي واختياره