للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلا يَشُكُّ فِي إيمَانِهِ. (١)

فإن كان المقصد: "أنا مؤمن فيما لا يُختلَف فيه"، وقصد بذلك أصل الإيمان، فهنا لا يستثني. وحاصل كلام العلماء -رحمهم الله- في هذه المسألة أنهم قالوا: أما الإسلام فيجزم به، ويقول: أنا مسلم. وأما الإيمان فإنه ينظر في مقصده.

قال العلامة ابن باز -رحمه الله-: " أما في العبادات فلا مانع أن يقول: إن شاء الله، صليت إن شاء الله، صمت إن شاء الله؛ لأنه لا يدري هل كملها وقبلت منه أم لا؟ وكان المؤمنون يستثنون في إيمانهم وفي صومهم ونحو ذلك؛ نظرًا لأنه لا يدري هل كمل أم لم يكمل؟ فيقول: إن شاء الله، يعني: إن شاء الله أني صمت صومًا طيبًا سليمًا، ويقول: أنا مؤمن إن شاء الله يعني: إيمانًا صحيحًا وإيمانًا أموت عليه. أما الشيء الذي لا يختلف قال: بعتَ هذا، فيقول: بعتُ إن شاء الله، ما يحتاج (إن شاء الله)، بعت هذا إن شاء الله، أو تغديت أو تعشيت إن شاء الله، ما يحتاج (إن شاء الله) في هذا؛ لأن هذه أمور ما تحتاج إلى المشيئة في الخبر، وإنما هي أمور عادية قد فعلها وانتهى منها، بخلاف أمور العبادات التي لا يدري هل وفَّاها حقها أم بخسها حقها؟ فإذا قال: إن شاء الله فهو للتبرك باسمه-سبحانه-وللتحرز من دعواه شيئاً قد يكون ما أكمله ولا أداه حقه" (٢).

وجعل العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- المسألة على أقسام:

فقال: -وهذا هو القسم الأول:

١ - إن كان الاستثناء صادرًا عن شكٍّ في وجود أصل الإيمان فهذا محرم، بل كفر؛ لأنَّ الإيمان جزم، والشك ينافيه (يعني يقال: له هل آمنت؟ فيقول: إن شاء الله. فإن كان قصدُه بقوله: "آمنت إن شاء الله" الشكَّ فإنَّ ذلك لا يجوز).

٢ - والقسم الثاني: قال -رحمه الله-: وإن كان صادرًا عن خوف تزكية النفس والشهادة لها


(١) مصنف ابن أبي شيبة ط. السلفية (١١/ ٢٩) وإسناد أثر عبد الله بن يزيد صحيح، وهو الخطمي، صحابي صغير، وانظر تحقيق ذلك في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (٦/ ١٤٨)
(٢) فتاوى نور على الدرب، حكم قول إن شاء الله في الجواب عن أعمال العبادات، الموقع الرسمي للشيخ -رحمه الله-.

<<  <  ج: ص:  >  >>