للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيثِ: «إِذَا تَنَاوَلَ الرَّجُلُ الثَّمَرَةَ عَادَتْ مَكَانَهَا أُخْرَى» (١). (٢)

وقال تعالى: {يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (٥١)} [ص].

أَيْ: مَهْمَا طَلَبُوا وَجَدُوا وَحَضَرَ كَمَا أَرَادُوا. {وَشَرَابٍ} أَيْ: مِنْ أَيِّ أَنْوَاعِهِ شَاءُوا أَتَتْهُمْ بِهِ الْخُدَّامُ ا. هـ (٣)

وقال تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠)} [الواقعة]. أي: ويطوفون عليهم بما يتخيرون من الثمار؛ فمهما تخيروا، وراق في أعينهم، واشتهته نفوسهم، من أنواع الفواكه الشهية، والجنى اللذيذ، حصل لهم على أكمل وجه وأحسنه. (٤).

وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} [البقرة]. قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: - في تفسير قوله تعالى {هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} أي شبيهه ونظيره لا عَيْنَهُ. وقال: ومعناه: إنَّه يشبه بعضه بعضًا، ليس أوَّله خَيْرًا من آخره، ولا هو ممَّا يَعْرض له ما يَعْرض لثمر الدنيا عند تقادم الشجر وكبرها من نقصان حملها، وصغر ثمرها وغير ذلك، بل أوَّله مثلُ آخره، وآخره مثل أوَّله، وهو خيار


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢/ ١٠٢) رقم (١٤٤٩) عَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا نَزَعَ مِنَ الْجَنَّةِ عَادَتْ مَكَانَهَا أُخْرَى» وفي إسناده عباد بن منصور، قال الحافظ الضياء المقدسي في صفة الجنة (ص: ٩٦): لا أعلم أنه روي إلا من هذا الطريق وعبّاد تكلم فيه بعض العلماء ا. هـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (١٠/ ٤١٤): رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَالْبَزَّارُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عِيدَ فِي مَكَانِهَا مِثْلَاهَا، وَرِجَالُ الطَّبَرَانِيِّ وَأَحَدُ إِسْنَادَيِ الْبَزَّارِ ثِقَاتٌ ا. هـ كذا قال، وتعقبه العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (٣١٤٦). وقال: عباد بن منصور ضعيف مدلس؛ كما قال الساجي وغيره ا. هـ وفي زوائد حسين المروزي ويحيى بن صاعد على الزهد والرقائق لابن المبارك (١٤٨٩، ١٤٩٠) عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: «نَخْلُ الْجَنَّةِ ثَمَرُهَا أَمْثَالُ الْقِلَالِ، كُلَّمَا نُزِعَتْ ثَمَرَةٌ عَادَتْ مَكَانَهَا أُخْرَى» … فَقُلْنَا لِأَبِي عُبَيْدَةَ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَغَضِبَ، وَقَالَ: مَسْرُوقٌ.
(٢) انظر: تفسير ابن كثير ت سلامة (٧/ ٥٢٩ - ٥٣١)
(٣) المرجع السابق (٧/ ٧٨).
(٤) انظر: المرجع السابق (٧/ ٥٢٠) وتفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: ٨٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>