للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحلف الملك العادل للملك الظاهر.

وسلّم الملك العادل إلى ولده الملك الأشرف مظفر الدين [موسى] (١) حرّان وما معها، وسيّره إلى الشرق.

وكان بميّا فارقين الملك الأوحد نجم الدين أيوب بن الملك العادل.

وتقرر بقلعة جعبر الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه بن الملك العادل.

ثم رجع الملك العادل إلى دمشق، وأقام بها، وقد انتظمت الممالك الشامية والشرقية والديار المصرية كلّها في سلك ملكه، وخطب له على منابرها كلّها، وضربت السكة فيها باسمه.

وفى هذه السنة توفى القاضى محيى الدين بن زكى الدين قاضى القضاة بدمشق وبلادها، وكان إليه قضاء حلب وبلادها (٣٨ ب) من الأيام الناصرية.

ولما ورد القاضى بهاء الدين بن شداد إلى حلب كان بحلب زين الدين بنا البانياسى ينوب في القضاء بها عن محيى الدين فعلم ميل الملك الظاهر إلى تولية القاضى بهاء الدين القضاء (٢)، فطلب دستورا من الملك الظاهر فأعطاه، وسافر إلى دمشق، فولّي الملك الظاهر بهاء الدين القضاء، فأنكر محيى الدين بن زكى الدين على زين الدين طلب الدستور، وقال: «لو كنت أقمت وولّي غيرك ناظرت عنك، فأما إذ فعلت ما فعلت ما بقيت أتكلم في قضاء حلب».

وكان محيى الدين - رحمه الله - فاضلا مترسلا، وله النظم والنثر البديعان.


(١) ما بين الحاصرتين زيادة من (ك)
(٢) هذا اللفظ ساقط من (ك)

<<  <  ج: ص:  >  >>