للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٨)

نسخة العهد المكتوب به من ديوان الخلافة ببغداد إلى السلطان الملك العادل أبى بكر بن أيوب - أخى السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب -

عن: (القلقشندى: صبح الأعشى، ج.١، ص ٩٩ - ١١١)

الحمد لله الذى اطمأنت القلوب بذكره، ووجب على الخلائق جزيل حمده وشكره، ووسعت كلّ شىء رحمته، وظهرت في كل أمر حكمته، ودلّ على وحدانيته بعجائب ما أحكمه صنعا وتدبيرا، وخلق كل شىء فقدّره تقديرا؛ ممدّ الشاكرين بنعمه التي لا تحصى عددا، وعالم الغيب الذى لا يظهر على غيبه أحدا؛ لا معقب لحكمه في الإبرام والنقض، ولا يؤده حفظ السموات والأرض؛ تعالى أن يحيط بحكمه الضمير، وجل أن يبلغ وصفه البيان والتفسير:

({لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.}

والحمد لله الذى أرسل - محمد صلى الله عليه وسلم - بالحق بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا؛ وابتعثه هاديا للخلق، وأوضح به مناهج الرشد وسبل الحق؛ واصطفاه من أشرف الأنساب وأعز القبائل، واجتباه لإيضاح البراهين والدلائل؛ وجعله لديه أعظم الشفعاء وأقرب الوسائل، فقذف - صلى الله عليه وسلم - بالحق على الباطل، وحمل الناس بشريعته الهادية على المحجة البيضاء والسنن العادل، حتى استقام اعوجاج كل زائغ، ورجع إلى الحق كل حائد عنه ومائل؛ وسجد لله كل شىء تتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه

<<  <  ج: ص:  >  >>