للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك الأشرف موسى في عسكر كثيف، وحصروا قلعة وان، فسلموها صلحا وخرجوا منها.

فرجع الملك الأشرف إلى بلاده.

وهذه خلاط كانت من أعظم الممالك، وذكر أنها تقارب الديار المصرية في المنزلة، وأنها تشتمل على نحو سبعين بلدا، ويعرف إقليمها بأرمينية، وإنما خرّبت هى وغيرها من البلاد لما ملكها التتر.

[ذكر الفتنة بخلاط]

ولما ملك الملك الأوحد خلاط سار عنها إلى ملاذكرد ليقرّر قواعدها، فلما فارق خلاط وثب أهلها على من بها من عسكر الملك الأوحد، فأخرجوهم من عندهم، وحصروا القلعة وبها أصحاب الأوحد، ونادوا بشعار شاهرمن وإن كان قد مات قبل ذلك بزمان، وإنما يعنون بذلك ردّ الملك إلى مماليكه.

وبلغ الخبر الملك الأوحد، فعاد إليها، وقد وافاه عسكر من عند (١) أخيه الملك الأشرف، (٤٩ ب) وحصر خلاط، فملكها، وبذل السيف في أهلها، فقتل منهم خلقا عظيما (٢)، وأسر جماعة من الأعيان (٣)، وسيّرهم إلى ميافارقين، وكان كلّ يوم يرسل إليهم من يقتل منهم جماعة، فلم يسلم من أهلها (٤) إلا القليل.

وكان الملك الأوحد شهما مقداما على القتل، فذلّ بهذا الفعل


(١) هذا اللفظ غير موجود في (ك) و (س).
(٢) (ك): «كثيرا».
(٣) (ك): «من أكابر أهلها».
(٤) (ك): «منهم»

<<  <  ج: ص:  >  >>