للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوادها؛ فان اقتضت الأوامر الشريفة أن يوعز للمذكور بحلب بتقليد، فالأولى أن يقلّد الكل، فلا رغبة فيما لا يؤمن معه شر الشريك؛ ولمالك الأمر الحكم في ممالك المماليك ".

وفيه فصل معناه أن حلب من جملة البلاد التي اشتمل عليها تقليد أمير المؤمنين المستضىء بنور الله، وإنما تركها في يد ابن نور الدين لأجل أبيه، والآن فليرجع كل ذى حق إلى حقه ليقتنع برزقه.

ذكر سفر (١) السلطان إلى الإسكندرية وعوده

وسافر السلطان بعد شهر رمضان من هذه السنة - أعنى سنة سبع وسبعين وخمسمائة - إلى الاسكندرية على طريق البحيرة، وخيّم عند السوارى، وشاهد الأسوار التي جددها، وأمر بالاتمام والاهتمام، وقال:

«نغتنم (٢) حياة الشيخ أبى طاهر ابن عوف (٣)».

فحضر عنده، وسمع عليه موطأ مالك بن أنس - رحمة الله عليه -؛ بروايته عن الطرطوشى (٤) في العشر الأخير من شوال، وتم له ولأولاده [٢٣١] السماع.


(١) س: " مسير ".
(٢) في الأصل: " فمغتنم "، وما هنا عن س، و (الروضتين، ج ٢، ص ٢٤).
(٣) في الأصل، وفى س: " أبى طاهر السلفى "، وما هنا عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ٢٤) أنظر أيضا: (الشيال: الإسكندرية، طبوغرافية المدينة وقطورها، ص ٢١٨ و ٢٢٢)، وقد بنيت لابن عوف أول مدرسة بنيت في مصر في أواخر العصر الفاطمى، بناها له رضوان بن ولخشبى وزير الخليفة الحافظ في سنة ٥٣٣ هـ‍، وأسند إليه التدريس بها، أنظر: (المقريزى: اتعاظ الحنفا، مخطوطة سراى، ص ١٣٨ ب).
(٤) الأصل: " الطرطوسى "، وس: " الطرسوسى "، والتصحيح عن الروضتين حيث نقل خبر هذه الزيارة - كما ورد هنا تماما - عن العماد الكاتب الذى نص على أنه كان في صحبة صلاح الدين وولديه أثناء الزيارة، وأنه شاركه هذا السماع، وانظر ترجمة الطرطوشى في: (ابن خلكان: الوفيات، =

<<  <  ج: ص:  >  >>