للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر خروج ابن المشطوب على الملك الأشرف

ثم انتصار الملك الأشرف عليه واعتقاله

[٩٤ ا] ولما جرى ما ذكرنا من اجتماع صاحب ماردين، وصاحب آمد، وابن المشطوب، ومن وافقه من الأمراء على الملك الأشرف، نزل عماد الدين ومن وافقه من الأمراء والمفسدين بدنيسر (١) تحت ماردين ليجتمعوا مع صاحب آمد، وصاحب ماردين ويتفقوا كلهم على منع الأشرف من نصرته لصاحب الموصل.

فلما اجتمعوا هناك، رجّع صاحب آمد الملك الصالح عن موافقتهم، ومال إلى الملك الأشرف، واستقر الصلح بينهما وأعطاه الملك الأشرف حانى (٢) وجبل جور (٣)، وضمن له أخذ دارا (٤) وتسليمها إليه.

ولما جرى هذا [الأمر (٥)] انحل أمرهم، واضطر بعض تلك الأمراء إلى الرجوع إلى طاعة الملك الأشرف. وبقى عماد الدين بن المشطوب في جمع قليل، فسار إلى نصيبين ليسير منها إلى إربل، ويجتمع مع مظفر الدين صاحب إربل. فقصده والى نصيبين ابن صبرة في جمع [قليل (٦)] من عسكر الملك الأشرف واقتتلوا، فانهزم عماد الدين، وتفرق عنه من كان معه من الجند.

ومضى منهزما فاجتاز بطرف بلد سنجار، فسير إليه فروخ شاه محمود بن


(١) دنيسر بلدة عظيمة قرب ماردين كان يقال لها قوج حصار، انظر ياقوت، معجم البلدان.
(٢) حانى اسم مدينة بديار بكر، ذكر ياقوت (معجم البلدان) انها اشتهرت بمعدن الحديد الذى كان يجلب منها إلى سائر البلاد.
(٣) ذكر ياقوت (معجم البلدان) أن جبل جور اسم لكورة كبيرة متصلة بديار بكر من نواحى أرمينية، كان أهلها نصارى أرمن وفيها قلاع وقرى.
(٤) في نسخة م «دلدا» وهو تحريف في النسخ، والصيغة المثبتة من نسخة س، وذكر ياقوت (معجم البلدان) أن دارا بلدة في لحف جبل بين نصيبين وماردين.
(٥) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٦) أضيف ما بين الحاصرتين من نسخة س، هامش ورقة ٢٠١ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>