للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر منازلة

الملك العادل القاهرة وتسلمه لها (١)

وقيامه بأتابكية الملك المنصور بن الملك العزيز

ثم سار الملك العادل بالعساكر، ونزل بركة الجبّ، وسيّر إلى الملك الأفضل (٣١ ب) يقول له:

«أنا لا أحب أن أكسر ناموس القاهرة، لأنها أعظم معاقل الإسلام، ولا تحوجنى إلى أخذها بالسيف، واذهب إلى صرخد وأنت آمن على نفسك» (٢).

فاستشار الملك الأفضل الأمراء، فرأى منهم تخاذلا، فأرسل إلى عمه يطلب منه أن يعوّضه عن الديار المصرية [بالشام] (٣)، فامتنع من ذلك، فطلب أن يعوّضه حّران والرّها فامتنع، فطلب منه جانى وجبل جور، وميّا فارقين، وسميساط، فأجابه إلى ذلك، وتسلّم القاهرة منه.

وكانت مدة مقام الملك العادل بالبركة ثمانية أيام.

ودخل القاهرة في الحادى والعشرين من ربيع الآخر.

وتوفى القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانى - رحمه الله - في سابع عشر ربيع الآخر، وهو اليوم الذى خرج فيه الملك الأفضل من القاهرة.


(١) (ك): «إياها»
(٢) لاحظ هو التعبير ودلالته التاريخية، فهكذا كانت مصر وكانت مكانتها على طول عصور التاريخ الإسلامى
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك) ص ٨٣؛

<<  <  ج: ص:  >  >>