قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من صلاح الدين إلى شمس الدولة بن منقذ - وهو بالمغرب - ينهى إليه أخبار القتال حول عكا
عن:(الروضتين، ج ٢، ص ١٨٨ - ١٨٩) وفى كتاب كتبه الفاضل عن السلطان إلى شمس الدولة بن منقذ - وهو بالمغرب في الرسالة -:
" لقد تجاوزت عدة من قتل على عكا - يعنى من الفرنج - الخمسين ألفا، قولا لا يطرقه التسمح، بل يحرزه التصفح، فانبروا في هذه السنة ملكا أفرنسيس وإنكلتيره وملوك آخرون في مراكب بحرية وحمّالة حملوا فيها الخيول والخيالة، والمقاتلة والآلة، ووصلت كل سفينة تحمل كل مدينة، وأحدقت بالثغر، فمنعت الناقل بالسلاح إليه، والداخل بالميرة عليه ".
ثم قال:
" وأخذ البلد على سلم كالحرب، ودخله العدو ولو لم يدخل من الباب دخل من النقب، وما وهّنا لما أصابنا في سبيل الله وما ضعفنا، ولا رجعنا وراءنا ولا انصرفنا، بل نحن بمكاننا ننتظر أن يبرزوا فنبارزهم، ويخرجوا فنناجزهم، وينشروا فنطويهم، وينبثوا فنزويهم، وأقمنا على طرقهم، وخيمنا على مخنقهم، وأخذنا بأطراف خندقهم، وأحوج ما كنا إلى النجدة البحرية، والأساطيل المغربية، فإن عاريتنا به ترد، وعاديتنا بها تشتد.