ما نقل من أوصافه في الكرم المفرط والشجاعة والعدل وحسن السيرة والحكم أكثر من أن يحصى، فنذكر من ذلك ما تيسّر لنا ذكره.
قال عماد الدين الكاتب:
حسبت ما أطلقه السلطان بمرج عكا من خيل عراب وأكاديش (١) للحاضرين معه في الجهاد فكان إثنى عشر ألف رأس، وذلك غير ما أطلقه من أثمان الخيل المصابة في القتال، ولم يكن له فرس يركبه إلا وهو موهوب أو موعود به، وصاحبه ملازم في طلبه.
وذكر أنه تأخر عنه في بعض أسفاره الأمير أيوب بن كنان، فلما وصل سأله عن سبب تخلفه، فذكر دينا، فأحضر غرماءه وتقبل الدين، وكان إثنى عشر ألف دينار مصرية وكسرا.
(١) إكديش وكديش - والجمع أكاديش أو كدش أو كدشان -، عن الفارسية «أكدش» أو التركية (إكدش، إغدش، اكدج، إغدج)، وهو لفظ كان يطلق على الحصان الخليط، أو غير الأصيل، أو الصغير غير الجيد (Cheval de race melanges,qui n'est point de race mazette,mouvais petit cheval) ، وقد يعنى اللفظ أحيانا الخيل الصغيرة الجياد (الأكاديش الجياد)، وهذه ما كان سلاطين المماليك يقدمونها هدايا للأمراء. انظر (DOZY : Supp. Dict. Arab) ، هذا والنص عند العماد (الروضتين، ج ٢، ص ٢١٧) - وهو المرجع المنقول عنه هنا - أكثر إيضاحا وتفصيلا، قال: «وحسب ما وهبه من الخيل العراب والأكاديش الجياد للحاضرين معه في صف الجهاد، مدة ثلاثة سنين وشهر منذ نزل الفرنج على عكا في رجب سنة خمس وثمانين إلى يوم انفصالهم بالسلم في شعبان سنة ثمان وثمانين، فكان تقديره اثنى عشر ألف رأس من حصان وحجرة وإكديش. . . الخ».