للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا بكمين الفرنج قد خرج إليهم، وبذلوا فيهم السيف فقتل من المسلمين جماعة كثيرة.

وعاد الفرنج - لعنهم الله -[إلى طرابلس] (١) وقد ملأوا أيديهم بالسبى والغنائم.

ذكر واقعة غريبة (٢)

كان القاضى أبو محمد مختار بن أبى محمد بن مختار المعروف بابن قاضى دارا، وزير الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل، وحاكما في دولته بالديار المصرية، والملك الكامل إذ ذاك ينوب عن والده الملك العادل بها.

وكان الصاحب صفىّ الدين بن شكر وزير الملك العادل يبغضه ويضاده.

فلما قدم الملك العادل مصر، لم يزل ابن شكر يقدح فيه عند الملك العادل (٣) حتى نقم عليه فطلبه.

فخاف عليه الملك الكامل، وأمره بالخروج من مصر، فخرج منها ومعه ولداه: فخر الدين، وشهاب الدين، واستصحب شيئا من المال يسيرا (٤)، وورد إلى حلب، فأكرمه الملك الظاهر وأنزله (٥).

ثم ورد عليه أمر الملك الكامل يستدعيه إلى مصر، وكان الملك الظاهر قد عرض عليه أن يخدمه، فأبى، وخرج فنزل بعين المباركة على باب حلب، وأقام بها يتهيأ للسفر.


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن. (س).
(٢) (ك) و (س) «عجيبة».
(٣) الأصل: «الكامل»، والتصحيح عن (ك).
(٤) (ك): «واستصحب شىء يسير من المال».
(٥) الأصل: «وأمر له» بدون نقط، والتصحيح عن (ك) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>