للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الواقعة الكائنة بين مقدم الأرمن والروم]

كان مليح بن لاون مقدم الأرمن قد التجأ إلى نور الدين، وصار في طاعته، وكانت الدروب وأذنة ومصيصة [وطرسوس (١)] يحميها ملك الروم صاحب قسطنطينية (٢) [١٤١] ويضبطها بجنده، فاستولى عليها مليح بن لاوون، وكسر الروم، وقتل منهم وأسر، وساق لنور الدين من مقدمى الروم ثلاثين أسيرا، فسيّرهم نور الدين إلى الخليفة المستضىء بنور الله، وكتب إليه كتابا، من جملته: و «قسطنطينية (٢) والقدس يجريان إلى أمد الفتوح في مضمار المنافسة، وكلاهما في وحشة (٣) ليل الظلام المدلهم على انتظار صياح المؤانسة، والله تعالى بكرمه يدنى قطاف الفتحين لأهل الإسلام، ويوفق الخادم لحيازة مراضى الإمام».

[وفى آخره (٤)]: (فصل في فتح بلاد النوبة والمغرب): «ومن جملة حسنات هذه الأيام الزاهرة ما تيسر في هذه النوبة، من افتتاح بعض بلاد النوبة، والوصول إلى مواضع منها لم تطرقها سنابك الخيل الإسلامية في العصور الخالية، وكذلك استولى عساكر مصر أيضا على برقة وحصونها، وتحكموا في محكم معاقلها ومصونها، حتى بلغوا إلى حدود المغرب، فظفروا من السؤل بعنقاء مغرب».


(١) ما بين الحاصرتين عن س (٤١ ب).
(٢) في الأصل: «قسطنطانية».
(٣) س: «وجه»، والتصحيح عن (البرق الشامى للعماد، في: الروضتين، ج ١، ص ٢١٥).
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة عن المرجع السابق، ولائباتها أهمية خاصة لأنها توضح أن النص التالى الخاص بفتح النوبة وبرقة جزء من نفس الخطاب المرسل إلى الخليفة. هذا وفى الروضتين قطعة أخرى من هذا الخطاب مكملة له.

<<  <  ج: ص:  >  >>