للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب الموصل فقتل ملك التتر الشريف ابن صلايا لأنه على ما ذكر حسّن له صاحب الموصل قتله، وقال أنه شريف وربما طمع في الخلافة. ورجع بدر الدين إلى الموصل على ما سنذكره إن شاء الله تعالى (١)].

[ذكر سيرة مظفر الدين رحمه الله]

كان ملكا جليلا، شجاعا مقداما، ذا همة عالية [وبأس شديد، إلا أنه كان فيه ظلم وعسف وإلحاح في استخراج الأموال. ومع هذا، فكانت له (٢)] صدقات كثيرة دارّة، ومعروف كثير، واستفكاك الأسارى من أيدى الفرنج. وكان مقصدا للفقهاء والشعراء والأدباء والصوفية وأهل الدين، يبّرهم بالأموال الجزيلة، ولا ينصرفون من عنده إلا راضين شاكرين. [وكان يعمل السماعات كثيرا للفقراء ويحضر بينهم، وكان متنزها عن شرب الخمر والمعاصى، قائما بوظائف الصلوات في أوقاتها (٣)]. [واتخذ اليوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول في كل سنة موسما لكون مثل ذلك اليوم هو الذى ولد فيه النبى - صلى الله عليه وسلم - فكان ينفق فيه الأموال الجزيلة، ويعمل السماعات والاجتماعات للقراءة. وكان يحضر هذه المجامع ويبذل فيها الدنانير والدراهم الكثيرة، ويبعث إلى الشام كل سنة جملة كثيرة بسبب استفكاك الأسرى (٤)].


(١) ورد ما بين الحاصرتين مختصرا في نسخة س.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م.
(٤) ورد ما بين الحاصرتين في قليل من التعديل وفى غير مكانه في نسخة س (ق ٢٨٩ ا - ب)، والصيغة المثبتة من م

<<  <  ج: ص:  >  >>