للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأصروا على المساحة، فعرفتهما الحال، قال: «فما مضى إلا عدة أيام وإذا قد جاءنى الرجلان، فلما رأيتهما ظننت أنهما يطلبان المعاودة، فعجبت منهما، وأخذت أعتذر إليهما، فقالا: ما جئنا إليك في هذا، وإنما جئنا نعرفك أن حاجتنا قد قضيت»؛ قال: «فظننت أنهما قد أرسلا إلى المحصل من يشفع لهما»؛ قلت: «من الذى خاطب في هذا [١١٧] بالموصل؟» فقالا: «إن حاجتنا قد قضيت من السماء، ولكافة أهل العقيمة»، فظننت أن هذا مما حدثا به نفوسهما، ثم قاما عنى، فلم يمض غير عشرة أيام، وإذا قد جاء كتاب من الموصل، يأمرون فيه بإطلاق المحبسين والمساحة والمكوس، ويأمرون بالصدقة». ويقال إن قطب الدين - يعنى السلطان - مريض على حال شديدة، ثم بعد يومين أو ثلاثة جاءنا الكتاب بوفاته، فعجبت من قولهما، واعتقدته كرامة لهما، قال: فصار والدى بعد ذلك يكثر إكرامهما واحترامهما ويزورهما».

[ذكر استيلاء سيف الدين غازى بن مودود بن زنكى على الموصل]

كان النائب بالموصل والقيّم بأمور الدولة بعد زين الدين على كوجك فخر الدين عبد المسيح، وكان خادما لقطب الدين، وكان يكره عماد الدين لأنه (١) كان طوع عمه (١) نور الدين، لكثرة مقامه عنده، ولأنه كان زوج ابنته؛ وكان نور الدين يبغض فخر الدين عبد المسيح؛ واتفق فخر الدين والخاتون (٢) ابنة حسام الدين تمرتاش [بن] إيلغازى - والدة سيف الدين - على صرف الملك عن عماد الدين


(١) الضمير هنا يعود على قطب الدين.
(٢) هى صفية خاتون وكانت زوجة لقطب الدين مودود، انظر عنها وعن أبيها: (Zambaur Op .Cit .PP .٣٣,١٣٦. ٢٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>