للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فملك بعده ولده نور الدين (١) محمود بن قرا أرسلان، فقام الملك العادل نور الدين بنصرته والذبّ عنه، فأراد قطب الدين مودود بن زنكى - صاحب الموصل - قصده، فأرسل إليه أخوه نور الدين ومنعه، وقال: «إن قصدته أو تعرضت إلى بلاده منعتك قهرا»، فامتنع من قصده.

ذكر فراق الأمير زين الدين على كوجك قطب الدين مودود

ابن زنكى صاحب الموصل

[٩٥] كان زين الدين على كوجك بن بكتكين هو النائب عن قطب الدين بالموصل والمتحكم في دولته، وكانت بيده إربل، وفيها بيته وأولاده وخزائنه، وكانت أيضا بيده شهرزور وجميع القلاع التي معها، وجميع قلاع الهكّارية، ومنها قلعة العمادية، وبلد الحميدية، وتكريت، وسنجار، وحران، فأصابه طرش وعمى في سنة ثلاث وستين وخمسمائة، فلما عزم على مفارقة الموصل إلى إربل سلم جميع ما كان بيده من الأعمال إلى قطب الدين، وبقى معه إربل حسب؛ وكان شجاعا عادلا حسن السيرة ميمون النقيبة، لم ينهزم في حرب قط، وكان كريما كثير العطاء للجند؛ ولما توجه إلى إربل توفى في هذه السنة، وصارت إربل بعده لولده زين الدين، ثم توفى على مرج عكا وهو في خدمة السلطان الملك الناصر صلاح الدين، فملكها بعده أخوه مظفر الدين كوكبورى إلى سنة ثلاثين وستمائة، فملكها الخليفة المستنصر بالله، وصارت نوابه فيها، وملكها المستعصم بالله، إلى أن ملكها التتر (٢) الملاعين حين ملكوا البلاد.


(١) ولى الحكم في حصن كيفا من سنة ٥٦٢ - ٥٨١ هـ‍. انظر المرجع السابق.
(٢) لهذا النص أهمية خاصة، فهو يدل على أن المؤلف كان يكتب هذا الجزء من كتابه بعد سنة ٦٥٦ هـ‍ وهى السنة التي استولى فيها هولاكو على بغداد وقتل الخليفة المستعصم، ثم أرسل قائدا من قواده لمهاجمة إربل والاستيلاء عليها؛ انظر: (دائرة المعارف الاسلامية - الترجمة العربية -، مادة إربل، وما بها من مراجع).

<<  <  ج: ص:  >  >>