للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ودخلت سنة أربع وتسعين وخمسمائة]

والملك العزيز بالديار المصرية.

وعمّه الملك العادل مرابط للفرنج، وقد وصل منهم جمع كثير من داخل البحر، وانتشروا في الساحل، وكثروا فيه.

وكان عزّ الدين أسامة (٢٢ ب) قد ترك جماعة من الأجناد - كما ذكرنا - في قلعة بيروت يحفظونها، وذلك بعد أن خرّب ربضها، فخافوا من الفرنج وانهزموا، وبقيت القلعة خالية ليس فيها من يذبّ عنها، وعلم الفرنج بذلك فملكوها واستولوا عليها، فلعن الناس أسامة لتفريطه فيها.

وقال عماد الدين الكاتب في ذلك:

إنّ بيع الحصون من غير حرب ... سنّة سنّها ببيروت سامه

لعن الله كلّ من باع ذا البيع ... وأخزى بخزيه من سامه (١)

وسيّر الملك العادل إلى الملك العزيز يطلب منه النجدة، فوصلت إليه العساكر من مصر، ووصل إليه سنقر الكبير (٢) - صاحب القدس - وميمون القصرى - صاحب نابلس - ونزل بهم على تل العجول بالقرب من غزة، وكان قبل ذلك قد وقع جمع من الفرنج بأجناد في أطراف بلد القدس، فقتلوا منهم جماعة، وأسروا جماعة، ورجعوا بغنائم كثيرة.


(١) أورد (أبو شامة: الروضين، ج ٢ ص ٢٣٣) بيتين آخرين في هذا المعنى: قال: «ونظم بعضهم والفرنج على تبنين: سلم الحصن ما عليك ملامه ما يلام الذى يروم السلامه فعطاء الحصون من غير حرب سنة سنّها ببيروت سلمة»
(٢) (س): «سيف الدين صاحب القدس».

<<  <  ج: ص:  >  >>