للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكاتبته لنور الدين كانت قد بلغتهم، فأرسلوا إليه، فتوقف عدة أيام فلم يصل إليه نور الدين، فسار إلى الموصل وترك ابنه شمس الدين محمد بسنجار، وقال له: «أنا أتأخر في الطريق، فإن وصل نور الدين فأرسل من يعلمنى»، فلما فارق سنجار وصل نور الدين، فلما علم شمس الدين بوصوله أرسل قاصدا إلى أبيه بالخبر، وأنهى الحال إلى نور الدين، فخاف فوات الأمر ووصل القاصد الذى سيّره شمس الدين ابن المقدّم إلى أبيه، فأدركه بتلّ يعفر (١)، فعاد إلى سنجار وسلمها إلى نور الدين، وكاتب الأمير فخر الدين قر أرسلان بن داوود بن سقمان بن أرتق صاحب حصن كيفا (٢) يستنجده، وبذل له قلعة الهيثم، فسار إليه، فلما سمع قطب الدين الخبر جمع العساكر، وسار نحو سنجار، ونزل بتل يعفر.

ذكر الصلح بين قطب الدين وأخيه نور الدين

ورد سنجار إلى قطب الدين

[٧١] ولما نزل قطب الدين بتل يعفر راسل زين الدين على كوجك وجمال الدين - وزير قطب الدين - نور الدين أخاه، وأنكروا عليه إقدامه على أخذ ما ليس له، وتهددوه بقصده، وأخذ البلاد من يده قهرا إن لم يرجع اختيارا، فأجاب: «إننى أنا الأكبر وأنا أحق أن أدبر أخى منكم، وما جئت إلا لما تتابعت إلىّ كتب الأمراء يذكرون كراهتهم لولايتكم عليه، فخفت أن يحملهم الغيظ والأنفة على أن يخرجوا البلاد من أيدينا، وأما تهديدكم إياى بالقتال


(١) هكذا تسميه الخاصة، وتسميه العامة «تل أعفر»، وقيل إن أصله «التل الأعفر» للونه فغير بكثرة الاستعمال وطلب الخفة. وهو قلعة وربض بين سنجار والموصل في وسط واد فيه نهر جار. (ياقوت: معجم البلدان).
(٢) قال ياقوت إنها بلدة وقلعة عظيمة مشرفة على دجلة بين آمد وجزيزة ابن عمر من ديار بكر، وهى كانت ذات جانبين وعلى دجلتها قنطرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>