طبعه أياما، وانتقل إلى رحمة الله ورضوانه منتصف ليلة السابع والعشرين من المحرم.
فكانت مدة ملكه ست سنين إلا شهرا.
وكانت مدة عمره سبعا وعشرين سنة وأشهرا.
[ذكر سيرته - رحمه الله -]
كان في غاية السماحة والكرم والعدل، والرفق بالرعية والإحسان إليهم.
فكانت الرعية، يحبونه محبة شديدة، وفجعوا بموته فجيعة عظيمة، إذ كانت الآمال معلقة بأنه يقوم مقام والده، ويسدّ مسدّه.
وقد ذكرنا أن عمه الملك العادل وأخاه الملك الأفضل لمّا قصداه، ونازلا بلبيس وحاصراها، وأشرف ملكه على الزوال، بذلت له الرعية أموالها ليذبّ بها عن نفسه، فامتنع مع شدة حاجته في ذلك الوقت إلى المال.
وقد حكى أنه لما امتنع من أخذ مال الرعية، أشير عليه بأن يقترض من القاضى الفاضل، فإن أمواله عظيمة، وهو غير محتاج إليها، فامتنع من مخاطبة القاضى الفاضل (٢٥ ا) في ذلك، فألحوا عليه في ذلك حتى أجاب، وأرسل إلى القاضى الفاضل يستدعيه، فحضر، وكان الملك العزيز في منظرة من دار الوزارة مطلة على الطريق، فلما رأى القاضى الفاضل مقبلا لم يتمالك من شدة الحياء، ودخل إلى دار الحرم.
فراسلت الأمراء الملك العزيز وشجعوه حتى خرج واستدعى القاضى الفاضل، وقال له - بعد أن أطنب في الثناء عليه والتقريظ له -: قد علمت أن الأمور