للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعضهم في الأكلاك (١)، وتكاثروا على أهل الجزيرة، وكانوا قد خرجوا من الجزيرة إلى أرض بين الجزيرة ودجلة، تعرف بالزلاّقة، ليمنعوا من يريد عبور دجلة، فلما عبر العسكر إليهم قاتلوهم ومانعوهم، فتكاثر عسكر عماد الدين عليهم، فانهزم أهل البلد، وتحصنوا بأسواره، واستولى عماد الدين على الزلاّقة، فلما رأى ذلك أهل البلد علموا أن لاخلاص لهم منه، فسلموا إليه البلد بالأمان، فدخل إليه هو وعسكره، وزادت دجلة في تلك الليلة زيادة منكرة، بحيث لحقت (٢) سور البلد، وامتلأت الزلاّقة ماء، ولو أنهم أقاموا ذلك اليوم، ولم يتفق لهم الدخول للبلد، لغرقوا ولم يسلم منهم أحد، فعلم الناس أن ذلك بداية سعادة، وأن أمر هذه الدولة لعظيم.

[استيلاء عماد الدين زنكى على نصيبين]

ثم سار عماد الدين زنكى إلى نصيبين، وكانت للأمير حسام الدين تمرتاش ابن إيلغازى ابن أرتق (٣) - صاحب ماردين - فلما نازلها سار حسام الدين إلى ابن عمه ركن الدولة (٤) داوود ابن معين [٢٠] الدين [سقمان (٥)] بن أرتق


(١) الكلك - والجمع كلكات أو أكلاك - لفظ فارسى معناه السفينة الصغيرة وجاء في (محيط المحيط): «الكلك مركب يركب في أنهر العراق ويعرف بالطوف» أنظر أيضا: (Dozy : Supp,Dict .Arab)
حيث ذكر أن هذا اللفظ استعمل في قصة السندباد البحرى، وللايضاح كذلك أنظر: (قاسم الدجبلى في مجلة لغة العرب، الأجزاء ١ و ٢ و ٣ سنة ١٩٠١) و (Kindermann : Schiff im Arabischen)
وما به من مراجع. وراجع أيضا: (البطريرك أغناطيوس أفرام الأول: الألفاظ السريانية في المعاجم العربية. بحث نشر في مجلة المجمع العلمى العربى بدمشق، أعداد سنة ١٩٥٠) حيث يرى أن اللفظ من أصل سريانى.
(٢) في س «أخفت»، وما هنا من ابن الأثير.
(٣) في الأصل «يرتق»، وقد صححت بعد مراجعة (Zambaur,Op .Cit . P. ٢٢٨,٢٣٠)
وقد حكم حسام الدين هذا ماردين من سنة ٥١٦ إلى ٥٤٧ هـ‍.
(٤) في الأصل: «الدين» والتصحيح عن: (ابن الأثير، ج ١٠، ص ٢٧٥) و (Zambaur . P. ٢٢٨) .
(٥) في الأصل: «شهاب الدين بن أرتق» والتصحيح عن المرجعين المذكورين في الهامش السابق. وقد حكم ركن الدولة داود هذا حصن كيفا من سنة ٥٠٢ إلى سنة ٥٣٩ هـ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>