مرسوم بقلم القاضى الفاضل صادر عن صلاح الدين لتحويل السنة الخراجية إلى سنة هلالية
عن:(القلقشندى: صبح الأعشى، ج ١٣، ص ٧١ - ٧٤)
خرجت الأوامر الصلاحية بكتب هذا المنشور وتلاوة مودّعه بحيث يستمر، ونسخه في الدواوين بحيث يستقر؛ ومضمونه.
إنّ نظرنا لم يزل تتجلّى له الجلائل والدقائق، ويتوخى من الحسنات ما تسير به الحقائب والحقائق، ويخلّد من الأخبار المشروعة، كلّ عذب الطرائق رائق، ويجدّد من الآثار المتبوعة، ما هو بثناء الخلائق لائق، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة من الخير إلا جهدنا أن نكتسبها، ولا يثوّب بنا الداعى إلى مثوبة إلا رأينا أن نحتسبها، لا سيما ما يكون للسنين الماضية ممضيا، وإلى القضايا العادلة مغضيا، ولمحاسن الشريعة مجلّيا، ولعوارض الشّبه رافعا، ولتناقض الخبر دافعا، ولأبواب المعاملات حافظا، ولأسباب المغالطات لافظا، وللخواطر من أمراض الشكوك مصحّحا، وعن حقائق اليقين مفصحا، وللأسماع من طيف الاختلاف معفيا، ولغاية الإشكال من طرق الأفهام معفّيا.
ولما استهلّت سنة كذا الهلالية، وقد تباعد ما بينها وبين السنة الخراجية إلى أن صارت غلاّتها منسوبة إلى ما قبلها، وفى ذلك ما فيه: من أخذ الدرهم المنقود عن غير الوقت المفقود، وتسمية بيت المال ممطلا وقد أنجز، ووصف