للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر استيلاء زين الدين على كوجك على إربل]

كانت إربل وأعمالها لأبى الهيجا الكردى الهذبانى ولورثته من بعده، ثم تغلبت دولة الأتراك السلجوقية عليها وعلى غيرها من البلاد، وتنقلت إلى أن صارت للسلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه، وهو يومئذ صاحب مراغة، قبل أن تصير السلطنة إليه، وله فيها نائب من قبله، فسار إليها الأمير عماد الدين زنكى ونازلها في سنة ست وعشرين وخمسمائة، وهجم البلد وامتنعت عليه القلعة، فأقام يحاصرها، فسار إليه السلطان مسعود من مراغة، فرحل عنها عماد الدين ونزل الزاب، واندفعت الأثقال إلى الموصل، وأقام غربى الفرات، ونوابه يحفظون المخايض، فترددت الرسل بينهم إلى أن استقرّ أن يسير عماد الدين في خدمة السلطان ليجلسه في السلطنة، ويكلف الإمام المسترشد بالله أن يخطب له في بغداد، وفى البلاد، ويسلم إليه إربل، فلما تقررت القاعدة، وجرت بينهما الأيمان سلم إليه إربل، فتسلمها الأمير عماد الدين، وسلمها إلى الأمير زين الدين على كوجك، [٥٧] ثم سار عماد الدين إلى بغداد غربى المآء، وسار السلطان مسعود شرقى المآء، وتواعدا أن يلتقيا ببغداد، فوصل من بغداد قراجا الساقى وكبس عماد الدين، فكسر العسكر وأسر كل من فيه، ولم ينج سوى عماد الدين، قطع الشط في زورق وهو مجروح، ووصل إلى الموصل، ولم تزل إربل في يد زين الدين على وولده بعده إلى آخر أيام الملك المعظم مظفر الدين كوكبورى (١) بن زين الدين.


(١) ضبط الاسم بعد مراجعة (ابن خلكان: الوفيات، ج ٣، ص ٢٧٧) وهو لفظ تركى معناه الذئب الأزرق. انظر ترجمته في نفس المرجع، وللاستزادة من أخبار الدويلة التي أنشأها زين الدين على كوجك في إربل وما حولها والتي حكمها أولاده من بعده أنظر: (دائرة المعارف الاسلامية، مادة «إربل»).

<<  <  ج: ص:  >  >>