للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال عماد الدين]

«ومن العجب أن الملك الأفضل مع علمه بشؤم وزيره، وأن كل ما هو فيه من النقص والنقض بادباره وسوء تدبيره، ضمه إليه (١) وترفرف بجناحه عليه، فأخرجه في قماشه، وسرّحه بريشه ورياشه، وكان ادعى عليه بمال فأقرّ الملك الأفضل بوصوله إلى خزانته، وبرّأه من حسابه وخيانته (٢)، وانفصل إلى الموصل بمال دمشق وأعمالها ثلاث سنين، وجمع آلافا مؤلفة، ولم يفرّق الأفضل منها مائين».

[قال عماد الدين]

«وعهدى بقوم دخلوا علىّ متأسفين على سلامته، واستقامة أمره في ظعنه وإقامته، فقلت: إنما سألنا الله تعالى كفاية شره وسوءه لا سواه، فقد أبعده الله فلا قرّب (٣) نواه».


= إلى مسجدين بدمشق كان كل منهما يعرف بمسجد خاتون، الأول يسمي «مسجد خاتون المغنية» وموقعه تحت القلعة على جسر باب الحديد، والثانى يعرف بمسجد خاتون أو المدرسة الخاتونية البرانية، وكان يقع على الشرف القبلى عند مكان يسمي صنعاء الشام المطل على وادى الشقراء، أوقفته صفوة الملوك زمرد خاتون ابنة الأمير جاولى، أخت دقاق لأمه، وزوجة الملك تاج الملوك بورى، توفيت سنة ٥٥٧ هـ‍. وأرجح أن المقصود هنا هو المدرسة الأولى لمقتضى السياق في المتن. انظر أيضا: (النعيمي: المرجع السابق، ج ١، ص ٥٠٢).
(١) الأصل «عليه»، وما هنا صيغة (ك) وهي أفضل.
(٢) (ك): «وجنايته».
(٣) الأصل: «أبعد»، وما هنا صيغة (ك)، وهي أصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>