للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يبلغنا عن أحد من الملوك الماضيين أنه رأى في أولاده ما رأى، فإنه اجتمع في كل واحد منهم من النجابة والكفاية والشهامة والفضيلة ما لا مزيد عليه.

فهم كما قال الشاعر:

من تلق منهم تقل لا قيت سيّدهم ... مثل النجوم التي يسرى بها السّارى

ولقد أجاد في وصفهم شرف الدين بن عنين حيث يقول من قصيدة يمدح بها أباهم الملك العادل، مطلعها:

ماذا على طيف الأحبّة لو سرى ... وعليهم لو سامحونى بالكرى

ومنها في مدح الملك العادل:

العادل الملك الذى أسماؤه ... في كلّ ناحية تشرّف (١) منبرا

وبكلّ أرض جنّة من عدله ال‍ ... ضافى أفاض (٢) نداه فيها كوثرا

عدل يبيت الذئب منه على الطوى ... غرثان وهو يرى الغزال الأعفرا

ما في أبى بكر لمعتقد الهدى ... شكّ يريب بأنه خير الورى

بين الملوك الغابرين وبينه ... في الفضل ما بين الثريّا والثرى

نسخت خلائقة الحميدة (٣) ما أتى ... في الكتب عن كسرى الملوك وقيصرا

(٧٦ أ)

لا تسمعنّ حديث ملك غيره ... يروى، فكلّ الصّيد في جوف الفرا


(١) الأصل: «يشرف»، والتصحيح عن الديوان.
(٢) الديوان: «أسال».
(٣) الديوان: «الكريمة».

<<  <  ج: ص:  >  >>