للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حماه على يد عفيف الدين عبد الله السلمانى بن مراخل، وهو ابن أخى القاضى حجة الدين قاضى حماه، وكان متقدما عند ملوك بنى أيوب متوجها عندهم، بسبب مكارمته لهم ولغامانهم ولكل من يرد إلى سلمية من جهتهم. فتقررت قواعد الصلح بين الملك المعظم وابن أخته (١) الملك الناصر على دخن. ورحل الملك المعظم عن سلمية مغضبا محنقا على أخويه، وكان ذلك ابتداء الوحشة بينه وبينهما، وكانت أطماعه قد تعلقت بالاستيلاء على حماه وبلادها وإضافتها (٢) إلى ممالكه.

وفى هذه السنة نقل تابوت السلطان الملك الظاهر غياث الدين غازى صاحب حلب - رحمه الله - من الحجرة [التي دفن (٣)] بها بقلعة حلب إلى القبة التي بنيت له بالمدرسة التي أنشأها الأتابك شهاب الدين طغريل له ولدفنه (٤) بها، وذلك في مستهل شعبان.

ذكر انتزاع سلمية من الملك الناصر صاحب حماه

وتسليمها إلى أخيه الملك المظفر تقى الدين محمود

وكان الملك المظفر [محمود بن الملك المنصور محمد بن تقى الدين عمر (٥)]- كما ذكرنا (٦) - مقيما عند خاله السلطان الملك الكامل بالديار المصرية. وكان الملك الكامل يؤثر تمليكه حماة، إذ هو ولى عهد أبيه الملك المنصور والأكبر من


(١) في نسخة م «ابن أخيه» والصيغة المثبتة وهى الصحيحة من نسخة س، انظر ابو الفدا (المختصر ج ٣، ص ١٢٦).
(٢) في المتن «واستضافتها» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٣) ما بين الحاصرتين من س، انظر أيضا، ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ١٩٤.
(٤) عرفت هذه المدرسة بالمدرسة الأتابكية نسبة إلى مؤسسها الأتابك شهاب الدين طغريل عتيق الملك الظاهر، وقد بنيت هذه المدرسة سنة ٦٢٠ هـ‍، انظر محمد كرد على، خطط الشام، ج ٦، ص ١١٤.
(٥) اضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح من أبى الفدا، المختصر، ج ٣، ص ١٣٢.
(٦) انظر ما سبق ص ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>