للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر رحيل الملك المعظم عن سلمية ورجوعه إلى

دمشق وابتداء الوحشة بينه وبين أخويه باطنا

ولما وصلت الأخبار إلى الديار المصرية إلى الملك الأشرف بما فعله أخوه الملك المعظم [بالملك الناصر (١)] عظم ذلك عليه جدا وتنمر منه، وخاطب في ذلك أخاه السلطان الملك الكامل وقال: «إن تركنا الملك المعظم يحاصر حماة ويأخذها، تعدى ذلك إلى غيرها، وأطمعته نفسه بالاستيلاء على البلاد كلها، والمصلحة الأنكار عليه وتهديده وتخويفه من مغبة فعله، والتقدم إليه بالرجوع إلى بلاده، وأن يسلم بلاد صاحب حماة إليه». فوقع الاتفاق على أن كاتب الملك الأشرف الحاجب حسام الدين على الموصل، وهو نائب الملك الأشرف في بلاده، بأن يمضى إلى حلب ويجتمع بالأتابك شهاب الدين طغريل ويعلمه إن الملك الأشرف كتب إليه في ترحيل الملك المعظم عن بلاد صاحب حماة، وأن يعلم الأتابك أن هذا الذى وقع لم يكن يرضى السلطانين (٢) الملك الكامل والملك الأشرف وأنهما لا يوافقانه على ذلك [١١١ ب]. ثم سار الحاجب إلى الملك المعظم [بعد أن أخبر الأتابك شهاب الدين ذلك (٣)] في هذا المعنى.

وأرسل السلطان الملك الكامل الأمير ناصح الدين أبا المعالى الفارسى - أحد الأمراء الحلبيين وكان بمصر في خدمة الملك الأشرف - إلى الملك المعظم في [هذا (٤)] المعنى. فاجتمعا معا بالملك المعظم وقال له ناصح الدين الفارسى:

«مولانا السلطان الملك الكامل يأمر المولى بالرحيل، وترك الخلاف». فقال:

«السمع والطاعة». فترددت الرسالة بين الملك المعظم والملك الناصر صاحب


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) في نسخة س «لم يكن بعلم الملكين».
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>