للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال عماد الدين]

«وخرجت أنا أيضا بخيمتى لملازمتى القاضى الأجل الفاضل، وحاجتى إليه في نجاح ما لى من المقاصد والرسائل، ووصل إلى مصر الملك الزاهر مجير الدين داود بن الملك الناصر رسولا إلى الملك العزيز من جهة أخيه الملك الظاهر - صاحب حلب -، ومعه سابق الدين عثمان بن الداية - صاحب شيزر -، والقاضى بهاء الدين بن شداد، فخيموا بتلك المنزلة عند الملك العزيز، وشاع أن الرحيل منها (١٨ ب) أول شهر ربيع الآخر لتجتمع العساكر وتنزاح علّتها».

قال: «وكان الملك العادل يؤثر مسير الملك العزيز ليتمكن من أغراضه (١)، ولأن العساكر مع اختلافها تجتمع مع الملك العزيز لعلو همته، وسمو قدره، وسماحة يده، وسعة صدره».

قال: «فاجتمع الملك العادل والملك العزيز وأشار عليه أن يسافر بنفسه، وقال له ما معناه: إن الدولة الصلاحية بإدارتك (٢) صلاحها، وبفلاحك فلاحها، وبنهضتك ينهض جناحها، وبسعدك يسعد نجاحها، وإن لم تجتمع الكلمة عليك لم تجتمع كلمة الإسلام، ولم تستقر العصمة من الكفر بالشام، وفى كل بلد من إخوتك سلطان، ما منه لأمرك إذعان، وغدا عند الحاجة إلى الاستنفار والاستنصار، وكلّ منهم على سمة النفار، تنزل النوازل والدوائر بالديار، فاستخر الله تعالى وانشط، ولدولتك احتط (٣)، وسر مستقبل النصر سارّا،


(١) (ك): «أرضه».
(٢) في الأصل: «بادالتك»، ولا يستقيم بها المعنى، وفى ك: «تأدا إليك» وما هنا قراءة ترجيحية.
(٣) (ك): «وللذة قلبك أحبط».

<<  <  ج: ص:  >  >>