للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر بناء الفرنج بيت الأحزان]

ولما كان السلطان مشتغلا بأمر بعلبك انتهز الفرنج الفرصة، وبنوا حصنا على مخاضة بيت الأحزان، وهو بيت يعقوب - عليه السلام -، وبينه وبين دمشق مسافة يوم، وبينه وبين صفد وطبرية نصف يوم، فقيل للسلطان:

«إنه متى أحكم بناء هذا الحصن تمكن الوهن من بلاد الإسلام»، فقال: " إذا أتموه نزلنا عليه وهدمناه إلى الأساس ".

ولما انقضى أمر بعلبك، ووصل إلى دمشق، جعل هذا الحصن من همه، وعزم على قصد حصاره، وكان قد وصل من الديوان العزيز رسول، وهو الخادم فاضل، وهو من أكبر الخدام، ففرح به السلطان، واستصحبه معه إلى الغزاة، ووقف على الحصن الذى استجده الفرنج بالمشهد اليعقوبى، وتخطف من حوله جماعة من الفرنج، ثم عاد إلى دمشق.

ذكر وقعة الهنفرى (١)

وتواترت الأخبار بأن الفرنج قد تجمعوا في جمع عظيم، وأنهم عازمون على الخروج على المسلمين على غرّة، فقدّم ابن أخيه عز الدين فرخشاه [٢٠٧] بن شاهنشاه ابن أيوب - رحمه الله - على العساكر، وأمره أن يخرج إلى قتالهم، وأمره أن لا يستعجل بالقتال، بل يتركهم حتى يتوسطوا البلاد، فلم تشعر طلائع عز الدين إلا وقد خالطوهم على غرّة، فوقعت الوقعة، فقتل صاحب الناصرة، وجماعة من مقدميهم، وطلب الملك فقتل حصانه، وجاء الهنفرى - وهو من عظمائهم وشجعانهم - ليحميه، فوقعت فيه جراحات إحداها نشابة وقعت


(١) هو همفرى الثانى صاحب حصن بانياس جنوبى شرقى دمشق
Humphrey II,Lord of Toron,Constable.
انظر: (RUNOIMAN : op .cit .vol ٢. P. ٩١٤) ; (Lane - Poole : Saladin, P. ١٥٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>