للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر استيلاء عماد الدين زنكى على حرّان ثانيا

كنا قد ذكرنا أن عماد الدين ملك حرّان سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، ولما ملكها أقطعها سودكين الكرجى، فعصى عليه وانضاف إلى عسكر الخليفة المسترشد بالله لما نازل الموصل، وسار معه حين رحل عن الموصل، وترك فيها واليا من قبله؛ ثم مات [بعد ذلك] (١) سودكين فنازلها في هذه السنة عسكر عماد الدين، فتسلم المدينة، وبقيت القلعة وفيها الوالى، ثم تسلم عماد الدين القلعة في منتصف ذى القعدة من هذه السنة - أعنى سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة -.

[ذكر استيلاء عماد الدين زنكى على شهرزور وأعمالها]

كانت شهرزور (٢) وما يضاف إليها من الأعمال في يد قفجاق بن أرسلان باش التركمانى، وكان نافذ الحكم على قاصى التركمان ودانيهم، وكان الملوك يتحامون قصد ولايته لحصانتها، فعظم شأنه وازداد جمعه، فقصده عماد الدين، وهزم عسكره، وملك بلاد شهرزور وغيرها، وأضافها إلى ولايته، وأصلح أحوالها، وخفّف عنهم ما كانوا يلقونه من التركمان.

وفى ذى الحجة من هذه السنة رجع عماد الدين إلى الشام، ونزل بظاهر حلب على قويق، ثم رحل إلى أرض حماة، واستصحب من أهل حماة تسعة آلاف راجل يخدمون الركاب.


(١) ما بين الحاصرتين زيادات عن س (ص ٦ ب).
(٢) هكذا ضبطها ياقوت في معجم البلدان، وقال إنها كورة واسعة في الجبال بين أربل وهمذان، أحدثها زور بن الضحاك، ومعنى شهر بالفارسية المدنية.

<<  <  ج: ص:  >  >>