للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر وصول الملك الأشرف إلى الموصل واستقرار

الصلح مع مظفر الدين [صاحب إربل (١)]

ولما ملك الملك الأشرف سنجار سار يريد الموصل، وقدم بين يديه العساكر، فكان يصل كل يوم [إلى الموصل (٢)] جمع كثير، ثم وصل هو في آخرهم تاسع عشر جمادى الأولى (٣) من السنة. وكان يوم وصوله اليها يوما مشهودا.

ووردت رسل الخليفة الناصر لدين الله ومظفر الدين بن زين الدين [كوكبورى (٤)] في الصلح، وبذل تسليم القلاع المأخوذه جميعها إلى بدر الدين [لؤلؤ (٥)] ما عدا العمادية، فإنها تبقى في يد عماد الدين زنكى بن أرسلان شاه، مع الذى كان بيده من جهة والده. فوقع الأتفاق على ذلك لأجل المصلحة الشاملة، وليقع التفرغ لجهاد الفرنج، ودفعهم عن الديار المصرية، ثم جعل التسليم القلاع أجل معلوم.

وجاء عماد الدين زنكى إلى الملك الأشرف ليكون رهنا عنده إلى حين تسلم القلاع. وسلمت قلعتا العقر والشوش، وهما القلعتان اللتان هما لعماد الدين من جهة والده، إلى الملك الأشرف ليكون رهنا عنده أيضا على ما استقر تسليمه من القلاع، فاذا سلّمت أطلق عماد الدين، وأعيد إليه قلعتاه. وتحالفوا على ذلك، وتسلم الملك الأشرف عماد الدين والقلعتين، ورحل عن الموصل ثانى شهر رمضان من هذه السنة. وعاد إلى سنجار وأرسلوا إلى القلاع لتسلم إلى بدر الدين لؤلؤ، فلم تسلم إليه غير قلعة جبل جور (٦) من أعمال الهكارية.

وأما باقى القلاع فان جندها أظهروا الأمتناع من ذلك، ومضى الأجل ولم يسلّم منها إلا ما ذكرنا.


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) الجزء التالى ساقط من نسخة س واعتمد في تحقيقه على نسخة م مع الاستعانه بالمصادر التاريخية المتداولة. وسوف ينوه عند نهاية هذا الجزء الساقط.
(٤) ما بين الحاصرتين للتوضيح، انظر (أبو الفدا، المختصر، ج ٣، ص ١٢٥).
(٥) ما بين الحاصرتين للتوضيح، انظر (أبو الفدا، المختصر، ج ٣، ص ١٢٥).
(٦) في المتن «جبل صور»، انظر ما سبق ص ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>