للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر ظهور التتر واستيلائهم على معظم

بلاد المسلمين

لم ينكب المسلمون نكبة أعظم مما نكبوا هذه السنة، فانه جرى فيها من قتل المسلمين واسترقاقهم والاستيلاء على أكثر ممالكهم ما لم يجر لهم قبل هذه السنة مثله، ولا قريب منه. فمن ذلك ما ذكرنا من تمكن الفرنج - لعنهم الله - بتملكهم ثغر الديار المصريه [وهى (١)] دمياط واستيلائهم على أهلها قتلا وأسرا.

ومنه الواقعة العظمى والمصيبة الكبرى، وهو ظهور التتر وتملكهم في المده القريبة أكثر بلاد المسلمين ومعاقلهم، وسفك دماء المسلمين وسبى حريمهم وذراريهم (٢). ومذ بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم وأظهر به الدين الحنيفى (٣) ونصره على أهل الشرك، لم يفجع المسلمون (٤) فجيعة أعظم من هذه الفجيعة. فإلى (٥) الله سبحانه [وتعالى (٦)] الرغبه في قلع شأفتهم، واجتثاث أصلهم.

ونحن [إن شاء الله تعالى (٧)] نذكر مبدأ خروجهم وما فعلوه ببلاد الأسلام.

كان (٨) سلطان العجم في هذه السنة علاء الدين محمد بن تكش (٩) ونسبه ينتهى


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) عن خروج التتر إلى بلاد الأسلام، انظر ايضا، ابن الأثير (الكامل ج ١٢، ص ٣٥٨ وما بعدها، حوادث سنة ٦١٧)؛ أبو الفدا (المختصر، ج ٣، ص ١٢٢ - ١٢٣).
(٣) في الأصل «الحنفى» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٤) في الأصل «المسلمين» والصيغة الصحيحة هى المثبتة من نسخة س.
(٥) في الأصل «قال»، والصيغة الصحيحة المثبتة من نسخة س.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٨) في نسخة س «قال صاحب الكتاب القاضى جمال الدين بن واصل قاضى القضاة بحماه المحروسة كان. .»، انظر ما سبق ص ٢٤ حاشية ٢.
(٩) عن علاء الدين محمد بن تكش انظر ابن الأثير، الكامل، ج ١٢، ص ٣٧١ (حوادث ٦١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>