للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر إستيلاء جلال الدين [بن علاء الدين] (١)

خوارزم شاه على خلاط (٢)

قد ذكرنا منازلة جلال الدين خلاط في السنة الماضية (٣). ولم يزل مجدا في حصارها وقاتله أهل البلد قتالا كثيرا [لما يعلمون من سوء سيرته (٤)].

وأسرفوا في شتمه على الأسوار وسبه والوقيعة فيه. وأخذه اللجاج في قتالهم، ودخل الشتاء ووقع الثلج فلم يرحل عنهم. وأقام جميع الشتاء محاصرا لهم ومضايقا. وفرق كثيرا من عساكره في البلاد والقرى القريبة من شدة البرد وكثرة الثلج، فإن خلاط من أشد البلاد بردا، وأكثرها ثلجا.

وأبان جلال الدين عن عزم قوى، وصبر شديد تتحير العقول فيه (٥)، ونصب عليها عدة مجانيق، وواتر رمى الحجارة عليها (٦) حتى خرب بعض أسوارها. وكان أهل البلد كلما خرب شيئا من السور أعادوه. ولم يزل مصابرهم ومضايقهم إلى أواخر جمادى الأولى من هذه السنة - أعنى سنة


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٢) انظر لتفصيل ذلك، النسوى، سيرة السلطان جلال الدين منكبرتى، ص ٣٢٠ - ٣٢٧؛ ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٨٧ - ٤٨٨؛ سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٣٦؛ ابن ايبك، الدر المطلوب ورقة ٢٤٢ - ٢٤٣؛ ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣ ص ص ٢٠٨.
(٣) انظر ما سبق ص ٢٨٠ - ٢٨١.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) في نسخة س «تحير العقول فيه» وفى ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٤٨٧ حوادث ٦٢٦) «تحار العقول منه» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٦) في نسخة م «وأثر رمى الحجارة اليها»، وفى ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٤٨٨) «ولم يزل يرميها بالحجارة» والصيغة المثبتة من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>