للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٣)

قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل أرسلها صلاح الدين إلى الملك الصالح إسماعيل للسؤال عن صحة والده نور الدين، بعد أن أشاع الفرنج خبر موته، ولم يكن صلاح الدين قد تأكد عنده هذا الخبر بعد

عن: (الروضتين، ج ١، ص ٢٣٠) " أطال الله بقاء سيدنا الملك الناصر، وعظّم أجرنا وأجره في والدنا الملك العادل، ندب الشام بل الإسلام حافظ ثغوره، وملاحظ أموره، ومقدام الجهاد، مقتنى فضيلته، ومؤدى فريضتة، ومحيى سنته، وأورثنا بالاستحقاق ملكه وسريره، على أنه يعز أن يرى الزمان نظيره، وما هاهنا ما يشغل السر، ويقسم الفكر، إلا أمر الفرنج خذلهم الله، وما كان اعتماد مولانا الملك العادل عليه، وسكونه إليه إلا لمثل هذا الحادث الجلل، والصرف الكارث المذهل، فقد ادخره لكفايات النوائب، وأعده لحسم أدواء المعضلات اللوازب، وأملّه ليومه ولغده، ورجاه لنفسه ولولده، ومكنه قوة لعضده، فما - فقد رحمه الله - إلا صورة والمعنى باق، والله تعالى حافظ لبيته واق، وهل غيره دام سموه من مؤازر، وهل سوى السيد الأجل الناصر من ناصر، وقد عرفناه المقترح ليروض برأيه من الأمر ما جمح، والأهم شغل الكفار عن هذه الديار بما كان عازما عليه من قصدهم والنكاية فيهم على البدار، ويجرى على العادة الحسنى في إحياء ذكر الوالد، بتجديد ذكرنا، راغبا في اغتنام ثنائنا وشكرنا ".

<<  <  ج: ص:  >  >>