ولما كان يوم الأربعاء ثالث عشر شعبان، عمل الملك الأفضل بدمشق دعوة حضر فيها عمّه الملك العادل، وأخوه الملك الظاهر، وجميع الملوك والأمراء والأكابر.
وفى يوم الخميس رابع عشر شعبان، رحل الملك الظاهر إلى حلب (١١ ب) وتفرّق الملوك إلى بلادهم، وأقام الملك العادل بدمشق إلى ليلة الأحد تاسع شهر رمضان ورحل إلى بلاد الشرق.
ذكر المتجدد
من الحوادث في هذه السنة بعد ذلك
[قال عماد الدين الكاتب]
«لما اتّسع الضيق، وابتلع الريق، دخلت على الملك الأفضل على العادة، وهو جالس في وساد السيادة، وتحدثنا في الحوادث، وحمدنا الله تعالى على حل لواء اللأواء (١)، فقال لى الملك الأفضل:«قد نظمت أبياتا أكتبها إلى أخى الملك العزيز في استعطافه واستمالته»، وقال:«كنت فارقت أخى منذ تسع سنين وما التقينا إلا في هذه السنة». وأنشدنى في المعنى لنفسه:
نظرتك نظرة من بعد تسع ... تقضّت بالتفرّق من سنين
(١) الأصل: الاوا، والتصحيح عن (ك)، واللأواء: الشدة.