للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الملك العزيز، وشرط عليه أن لا يبرم أمرا ولا يحله إلا بموافقته، وأن تكون كلمتهما واحدة (٩ ا)، فوقع الاتفاق بينه وبين أخيه الملك الظاهر على ذلك، وحلف كل منهما لصاحبه بالمعاضدة والموافقة.

وكان الملك الأفضل قبل ذلك قد سيّر إلى أخيه الملك العزيز رسولا يسأله عن سبب خروجه إلى الشام، فلم يصرّح له الملك العزيز بالجواب ومغلطه.

ثم سيّر الملك الأفضل رسولا إلى عمه الملك العادل - وهو بالشرق كما ذكرنا - يستنجده ويخبره بقصد أخيه له، ويسأله أن يعلونه عليه، فأبطأ عليه الجواب، فسيّر الأمير عزّ الدين بن الزنجبيلى (١) إليه رسولا على نجيب ليسرع وصوله إليه، وأرسل رسلا أيضا إلى الملك المنصور - صاحب حماة -، والملك المجاهد - صاحب حمص -، والملك الأمجد - صاحب بعلبك -، يستنجد بهم، فوردت رسلهم كلهم إليه بأنهم على عزم نصرته ومساعدته، وأنهم لا يتأخرون عن الوصول إليه، وذلك في أوائل جمادى الآخرة من هذه السنة.

ذكر وصول الملك العزيز إلى الشام

ورجوع الملك الأفضل إلى دمشق

ومنازلة الملك العزيز لها

رحل الملك العزيز من الديار المصرية في العساكر المتوافرة من الصلاحية والأسدية والأكراد وغيرهم.


(١) الأصل: «الزنجيلى»، والزنجبيلى نسبة إلى زنجبيلة قرية من قرى دمشق، وقد مر في (الجزء الثاني من هذا الكتاب، ص ١٠٣، هامش ١) ذكر للأمير عز الدين أبي عمرو عثمان بن على الزنجبيلى الذى كان أميرا من أمراء الأيوبيين باليمين ثم غضب عليه سيف الإسلام طغتكين فعاد إلى دمشق وتوفى بها سنة ٥٨٣ هـ‍، ولا أحسب أنه هو المقصود هنا، فهذه أحداث سنة ٥٩٠ هـ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>