للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطب، حسن المعالجة. فذكر أن الملك الأشرف في آخر مرضه - عند ما أيفن (١) الحكماء باليأس منه - أمر بطلب الحكيم موفق الدين إبراهيم هذا، فطلبه الغلمان من (٢) المواضع التي جرت عادته أنه يكون (٣) بها فلم يوجد فيها. وتألم الملك الأشرف لغيبته عنه، ثم إنهم وجدوه بمشهد برزة (٤) الذى فيه مقام إبراهيم عليه السلام، فأحضروه إلى الملك الأشرف فقال له: «يا حكيم أين كنت؟». فقال:

«يا مولانا كنت في مقام إبراهيم عليه السلام أدعولك». فقال: «يا حكيم ووصل الحال إلى أنك تدعو لى، وما بقى فىّ رجاء من حيث الطب». [ثم توفى الملك الأشرف بعد يومين من هذا الكلام] (٥) في المحرم من هذه السنة، [وهى سنة خمس وثلاثين وستمائة (٦)]. وكان عمره قريبا من ستين سنة، وكانت مدة ملكه لدمشق (٧) ثمان سنين وشهورا.

ذكر سيرته رحمه (٨) الله

كان - رحمه الله - ملكا جوادا مفرط السخاء، يطلق الأموال الجليلة


(١) في نسخة م «حين ما اتفق» والصيغة المثبتة من س.
(٢) في نسخة س «في» والصيغة المثبتة من م.
(٣) في نسخة س «أن يكون فيها» والصيغة المثبتة من م.
(٤) بدون تنقبط في كلا النسختين، وبرزة قرية من غوطة دمشق، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٥) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٧) في نسخة س «مدينة دمشق» والصيغة المثبتة من م.
(٨) أنظر أيضا عن سيرة الملك الأشرف: ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٣٣؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج ٢، ص ١٣٨ - ١٤١؛ سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٧٠ - ٤٧٤؛ ابن أيبك الدوادارى، الدر المطلوب، ص ٣٢٠ - ٣٢٥؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>