للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما وصلا إلى بيت المقدس توفى القاضى عز الدين - رحمه الله - ودفن بالقدس. وقدم الرسول بما معه إلى السلطان الملك الصالح نجم الدين وهو مخيم بالعباسة.

وكان السلطان قد أفرج عن الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ فحضر إلى العسكر، وقد كان مأمورا بلزوم منزله كما (١) ذكرناه، فخلع عليه وأمّره وقدّمه وأحسن إليه إحسانا كثيرا، ولم يبق من أولاد شيخ الشيوخ غيره.

وقدم الرسول [٥٢ ا] ومعه دواة الصاحب معين الدين وخلعه، فأعطاه الملك الصالح لأخيه فخر الدين. وحضر الرسول في الدهليز السلطانى، وكنت (٢) يومئذ حاضرا فقرئ التقليد على الناس. ثم لبس السلطان التشريف الأسود المذهب، والعمامة، والجبة، والطوق الذهب. وركب المركوب الذى قدم له بالحلية الذهب، وكان يوما مشهودا.

ذكر منازلة الخوارزمية والملك الصالح

عماد الدين اسماعيل دمشق ومضايقتها

ولما اتفقت الخوارزمية والملك الصالح عماد الدين، نازلوا دمشق، وبقلعة دمشق شهاب الدين رشيد، وبالمدينة الأمير حسام الدين أبو على بن محمد بن أبى على، وليس فيها من العسكر طائل. فقام حسام الدين في حفظها أحسن قيام، وضبط أبوابها وأسوارها بالرجالة والمقاتله، وباشرها بنفسه ليلا ونهارا. وضايقها الخوارزمية وقطعوا عنها المواد. واشتد بها الغلاء اشتدادا لم يعهد في الأعمار مثله،


(١) انظر ما سبق ص ٢٧٦ - ٢٧٧.
(٢) أي القاضى جمال الدين بن واصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>