للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفاض على الأيام أحسن سيرة ... يموت بها جور الزمان وغدره

إذا كانت البلوى من الله فليكن ... من الحزم حمد الله فيها وشكره (١)

ذكر المراسلة بين نور الدين وصلاح الدين

- رحمهما الله تعالى (٢) -

كان نور الدين - رحمه الله - من حين ملكت الديار المصرية يؤثر أن يقرر له حمل يحمل إليه منها يستعين به على كلف الجهاد، والأيام تماطله، وهو ينتظر من صلاح الدين - رحمه الله - أن يبتديه ذلك من تلقاء نفسه، ويفعل في ذلك ما يؤثره ويريده، فلما حمل صلاح الدين ما تقدم ذكره استقله ولم يعجبه، فتقدم حينئذ نور الدين إلى موفق الدين خالد بن القيسرانى متولى ديوان الاستيفاء (٣) أن يمضى إلى الديار المصرية، ويتقاضى صلاح الدين، ويعمل أوراقا بارتفاع الأعمال المصرية، ولا يترك في النفس حزازة (٤) من [١٤٠] أمرها؛ ثم سار الملك نور الدين إلى بعلبك ثم إلى حمص ثم إلى حلب.


(١) في (الروضتين، ج ١، ص ٢١٢) أبيات أخرى من هذه القصيدة.
(٢) هذا العنوان غير موجود في س.
(٣) في س: «الانشاء».
(٤) في س: «حرارة». وابن واصل ينقل هنا عن (البرق الشامى للعماد الأصفهانى). انظر: (الروضتين، ج ١، ص ٢٠٦)، ونص العماد يفسر معنى هذا اللفظ وهو: «وتقدم إلى الموفق خالد بن القيسرانى أن يمضى ويطلب ويقتضى ويعمل أيضا بالأعمال المصرية جزازة، ولا يبقى في نفوس ديوانه من أمرها حزازة. . . الخ».

<<  <  ج: ص:  >  >>