للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال:

«أعرف هذا الذى تقولون، لكنى لا أوثر الفتنة وأحبّ سلامة الإسلام بانتظام الصلح بينى وبين أخى».

[قال عماد الدين الكاتب - رحمه الله -]

قلت للملك الأفضل:

«دعنى أكتب إلى أخيك وأستعطفه وأتلطف له، وأنا أعلم أنه لا يردّ قلمى بالسيف، وأنه يروقه براعتى، ويصغى إلى قولى، وإذا أهديت له نصيحة صحيحة قبلها منى».

فقال له نصحاؤه:

«هذا يوالى أخاك في هواه لا في هواك، فأعرض عن هذا وخذ في حديث غيره، فما عندنا سوى الإباء، ولا اعتدال مع الاعتداء (١)، وأين النخوة والحميّة، والنفوس الأبيّة، وما هذه الرقة والركّة، ولنا الشوكة والسكّة، ونحن عبيدك وخدمك، ونطرح نفوسنا تحت قدمك، فإياك أن تعرف إلا بالجد والعزيمة الصادقة».

فأصغى إلى قولهم».

ذكر خروج

الملك الأفضل من دمشق لمحاربة أخيه الملك العزيز

ثم خرج الملك الأفضل بعساكره، ونزل برأس الماء، ووصل إليه رسول أخيه الملك الظاهر - صاحب حلب - بالمظاهرة والمؤازرة، ووعده بالإنجاد


(١) (ك): «الأعداء».

<<  <  ج: ص:  >  >>