يوم وصول الملك الأفضل إلى دمشق وفى اليوم السابع والعشرين من صفر؛ نقل تابوت والده الملك الناصر - رحمه الله - من القلعة إلى التربة التي هو مدفون بها الآن، وكانت مدة مقام تابوته بالقلعة ثلاث سنين.
ولزم الملك الأفضل الزهد والقناعة، وأقبل على العبادة، والأمور كلها مفوضة إلى وزيره ضياء الدين بن الأثير الجزرى، وقد اختلت الأحوال به غاية الاختلال، وكثر شاكوه، وقل شاكروه.
وبلغ ذلك الملك العادل فأنكره، (١٧ ب) وتقرر بينه وبين الملك العزيز الخروج إلى الشام لتمهيد القواعد وإزالة ما حدث من المفاسد، وذلك بعد أن ضبط الملك العادل للملك العزيز الملك بمصر، وعيّن الإقطاعات، وثمّن (١) الارتفاعات، وعمّر الأعمال، ووفّر الأموال، وقرب إلى الملك العزيز عز الدين أسامة - صاحب عجلون وكوكب - فصار صاحب سر الملك العزيز وحاجبه والواسطة بينه وبين الملك العادل، وألصق أيضا به مملوك والده صارم الدين قايماز النجمى، فصار من أهل صفوته وخالصته.
(١) الأصل: «ثمّر» وما هنا صيغة ك، وهى أفضل، والارتفاعات (والمفرد ارتفاع) هى أوجه الإيرادات المالية المختلفة للدولة.