للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حال، وقصدوا مدينه برذعة (١)، وأرسلوا إلى صاحب كنجه يطلبون أن يحضر عندهم بنفسه وعسكره ليقصدوا الكرج، ويأخذوا منهم بثأرهم. فلم يفعل وخافهم، وقال: «أنتم خالفتمونى وعملتم برأيكم فلا أنجدكم بفارس واحد».

فأرسلوا يطلبون منه رهائنهم فلم يعطهم إياها. فأخذوا كثيرا من المسلمين عوضا عن الرهائن، وثأر لهم المسلمون من أهل البلاد وقاتلوهم، فقتلوا منهم خلقا كثيرا، فخافوا وساروا نحو شروان وجازوا إلى بلاد اللكز.

وطمع فيهم المسلمون والكرج [واللكز (٢)] وغيرهم فأفنوهم قتلا وأسرا، فكان المملوك منهم يباع في دربند شروان بالثمن البخس، وامتلأت البلاد من سبيهم.

[ذكر نهب الكرج مدينة بيلقان]

وفى رمضان من هذه السنة - أعنى سنة تسع عشرة وستمائة - سارت الكرج من بلادهم إلى بلاد أران، وقصدوا بيلقان وكان التتر قد خربوها ونهبوها كما تقدم ذكره (٣). فلما سارت التتر إلى بلاد قفجاق، عاد من سلم من أهلها إليها وعمروا منها ما أمكن عمارته. فأتتهم الكرج في هذه السنة، وهجموها ووضعوا السيف فيها، وفعلوا فيها من النهب والقتل أكثر مما فعلته التتر.

وكل هذا يجرى وصاحب البلاد مظفر الدين أزبك بن البهلوان مشتغل عن الرعية بشربه ولهوه. وملوك الإسلام كل منهم قد اشتغل بصلاح قطره، وكذلك


(١) برذعة: بلد في أقصى أذربيجان وقيل قصبتها انظر (ياقوت، معجم البلدان).
(٢) ما بين الحاصرتين من ابن الأثير، الكامل، ج ١٢، ص ٤١٠، الذى ينقل منه ابن واصل نقلا قد يكون حرفيا في كثير من الأحيان.
(٣) انظر ما سبق ص ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>