للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا [له (١)]: «قد أتيناك جريدة [في قلة من العدد (٢)] لتعلم أننا ما قصدنا إلا الوفاء، والخدمة لسلطانكم» وأعطوه رهائنهم. فأمرهم صاحب كنجة بالنزول في أرضه، وتزوج ابنة أحدهم، وأرسل إلى مخدومه مظفر الدين أزبك [ابن البهلوان (٣)] يعرفه حالهم، فأمر لهم بالخلع والنزول بجبل كيلكون (٤)، ففعلوا ذلك وخافتهم الكرج، فجمعوا لهم ليكبسوهم. فوصل الخبر بذلك إلى صاحب كنجة، فأخبرهم وأمرهم بالنزول عند كنجة، فعادوا ونزلوا عندها.

وسار أمير من أمراء القفجاق إلى الكرج فكبسهم وقتل خلقا منهم، وغنم وسبى سبيا (٥) كثيرا. ورجعت القفجاق إلى جبل كيلكون فنزلوا به.

وأحب أمير آخر منهم أن يفعل كمثل ما فعل صاحبه، فأرسل إليه صاحب كنجة ينهاه عن ذلك إلى أن ينكشف له خبر الكرج فلم يقبل منه، وسار إلى بلاد الكرج في طائفة [١٠٧ ا] [من القفجاق (٦)] فخرب وغنم [وعاد (٧)].

وسارت الكرج على طريق يعرفونها وسبقوه. فلما وصل إليهم (٨) قاتلوه وحملوا عليه وعلى أصحابه على غرة، ووضعوا السيف في القفجاق وأكثروا القتل فيهم، واستنقذوا منهم الغنائم. فعاد [القفجاقى (٩)] هو ومن بقى معه على أقبح


(١) ما بين الحاصرتين من ابن الأثير (الكامل ج ١٢، ص ٤٠٩).
(٢) ما بين الحاصرتين من ابن الأثير (الكامل ج ١٢، ص ٤٠٩).
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) كذا في نسختى المخطوطة وكذلك في ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٠٩، وورد الأسم بصيغة «كيكلون» في مصدر آخر (انظر، ابن الأثير، نفس المرجع والصفحة، حاشية ٢)، ولم تساعدنا المصادر المتداولة في تحقيق الصيغة الصحيحة.
(٥) في نسخة س «شيئا» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٨) في الأصل «وصلوا إليه» والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ابن الأثير، (الكامل، ج ١٢، ص ٤٠٩).
(٩) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>