للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما وصل الملك الأفضل إلى أوائل الديار المصرية فارقه معظم العسكر، وتفرقوا في البلاد لإخراج دوابهم إلى الربيع، ودخل الملك الأفضل إلى القاهرة في جمع قليل.

ذكر (١) مسير

الملك العادل إلى الديار المصرية

وكان الملك العادل وهو محصور يهيىء القرب والبقسماط وكل ما يحتاج إليه لدخول الرمل، فعلم الناس من ذلك أنه كان مباطنا لبعض العسكر المصرى، وتحققوا أنه يملك مصر.

ولما سافر الملك الأفضل راجعا إلى مصر رحل الملك العادل من دمشق ومعه الأمراء الصلاحية، وردّ ابنه الملك الكامل في عسكره إلى الشرق.

ومضى الملك العادل يطوى المراحل إلى أن دخل الرمل.

وبلغ الملك الأفضل ذلك، فرام جمع عساكره، فتعذّر ذلك عليه لتفرقهم في أخبارهم (٢)، وتشتتهم في الأماكن التي يربعون فيها خيلهم، فخرج في جمع قليل، ونزل السانح.

ووصل الملك العادل، وضرب معه مصافا، فانكسر عسكر الملك الأفضل وولوا منهزمين لا يلوون على شىء، وكان فيهم جماعة مخاسرون مع الملك العادل.


(١) قبل هذا اللفظ في نسخة (ك) توجد البسملة بخط كبير في أول الصفحة ويليها «رب يسر وأعن»، ويبدو أن كاتب هذه النسخة كان يريد أن يقسم الكتاب إلى أجزاء، فجعل الجزء الثانى يبدأ بمسير الملك العادل إلى مصر وتملكه لها، ولهذا بدأ هذا الجزء بالبسملة في صفحة جديدة، أما نسخة الأصل فالحوادث فيها متصلة غير منقطعة أو مجزأة
(٢) الخبز (ج: أخباز) بمعنى الإقطاع

<<  <  ج: ص:  >  >>