قطعة من رسالة بقلم القاضى الفاضل، أرسلها صلاح الدين إلى نور الدين، يشرح له فيها القصد من خروجه لمهاجمة حصنى الكرك والشوبك في أوائل سنة ٥٦٨ هـ
عن:(الروضتين، ج ١، ص ٢٠٦) «سبب هذه الخدمة إلى مولانا الملك العادل أعزّ الله سلطانه، ومدّ أبدا إحسانه، ومكّن بالنصر إمكانه، وشيّد بالتأييد مكانه، ونصر أنصاره، وأعان أعوانه، علم المملوك بما يؤثره المولى بأن يقصد الكفار بما يقص أجنحتهم، ويفلل أسلحتهم، ويقطع موادهم، ويخرّب بلادهم، وأكبر الأسباب المعينة على ما يرومه من هذه المصلحة ألا يبقى في بلادهم أحد من العربان، وأن ينتقلوا من ذلّ الكفر إلى عزّ الإيمان، ومما اجتهد فيه غاية الاجتهاد، وعدّه من أعظم أسباب الجهاد، ترحيل كثير من أنفارهم، والحرص في تبديل دارهم، إلى أن صار العدو اليوم إذا نهض لا يجد بين يديه دليلا، ولا يستطيع حيلة، ولا يهتدى سبيلا.