ثم رحل الملك العادل في منتصف رجب إلى الرقّة فملكها في العشرين منه، ثم رحل إلى الخابور فملكه، ثم توجه إلى نصيبين فنزل ظاهرها، وأتته رسل عماد الدين - صاحب سنجار - يطلب منه الصلح.
ذكر وفاة
عز الدين مسعود بن مودود بن زنكى صاحب الموصل
ولما رجع عزّ الدين (١) إلى الموصل، تزايد به المرض إلى أن توفى في السابع والعشرين من شعبان من هذه السنة، فكانت مدة ما بين وفاته ووفاة السلطان الملك الناصر نصف سنة، وكانت مدة ملكه للموصل ثلاث عشرة سنة وستة أشهر.
[ذكر صفته وسيرته - رحمه الله -]
(٦ ب) كان أسمر مليح الوجه، حسن اللحية، خفيف العارضين؛ حكى ابن الأثير عن أبيه: أن عزّ الدين كان أشبه الناس بجده الشهيد عماد الدين زنكى ابن آق سنقر.
قال:«وكان ليّن الجانب، كريم الأخلاق، كثير العطاء، غزير البذل، شديد الحياء، لم يحدّث أحدا قط إلا وهو مطرق. وكان رقيق القلب، كثير الرحمة لرعيته».
قال: «وحكى لى أخى مجد الدين أبو السعادات قال: قال لى يوما:
(١) انظر خبر مرضه ووفاته وترجمته في: (ابن الأثير: الكامل، ج ١٢، ص ٤٠) وانظر أيضا. (ابن خلكان. الوفيات، ج ٤، ص ٢٩٠ - ٢٩٦).